باب ما جاء في المصورين
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة ". أخرجاه[1].
شرح الكلمات:
ومن أظلم: الاستفهام للإنكار والنفي أي لا أحد أظلم.
ممن ذهب يخلق كخلقي: أي ممن أخذ يصور تصويرا يضاهي به خلقي.
فليخلقوا ذرة: أي فليخلقوا ذرة فيها روح تتصرف بنفسها كالذرة التي خلق الله.
أو ليخلقوا حبة: أي فليخلقوا حبة حنطة تبذر وتنبت وتؤكل، وفيها ما في حبة الحنطة من الخصائص والمميزات.
الشرح الإجمالي:
يخبرنا الله تعالى في هذا الحديث القدسي على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أنه لا أحد أظلم من أولئك المصورين، الذين أرادوا بتصويرهم أن يشابهوا الله في خلقه، ثم يتحداهم عزوجل بأن يخلقوا مثل أضعف مخلوقاته الحبة المنظورة وهي البذرة، أو يخلقوا مثل أضعف مخلوقاته النباتية وهي حبة الحنطة أو الشعير، وذلك تعجيزا لهم وتحقيرا لشأنهم. [1] رواه البخاري (الفتح 10/ 5953) في اللباس، باب نقض الصور. ومسلم (2111) في اللباس والزينة، باب تحريم تصوير صورة الحيوان.