وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن " [1] ، وفي رواية الترمذي: " إن في الجنة جنتين من فضة.. "وذكر الحديث [2] .
وذكر الحق تبارك وتعالى أن الأبرار يشربون كأساً ممزوجة بالكافور: (إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا) [الإنسان: 5] ، وقال في موضع آخر: (ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا) [الإنسان: 17] ، ويبدو أن هذا – والعلم عند الله – لأهل اليمين، وقال في موضع آخر: (ومزاجه من تسنيم * عينا يشرب بها المقربون) [المطففين: 28-28] ، فأهل اليمين يشربون شراباً ممزوجاً من تسنيم، وهي عين في الجنة، والمقربون يشربون من تسنيم صرفاً غير ممزوج.
المطلب الثاني: أعلى أهل الجنة وأدناهم منزلة
روى مسلم في صحيحه عن المغيرة بن شعبة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم – قال: " سأل موسى ربه: ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعدما أدخل أهل الجنة الجنة، فيقال له: ادخل الجنة. فيقول: أي رب كيف؟ وقد نزل الناس منازلهم، وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل مُلك مَلك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب، فيقول: لك ذلك ومثله، ومثله، [1] جامع الأصول: (10/498) ، ورقمه: 8029. [2] المصدر السابق.