وتعالى "، زاد في رواية: " ثم تلا هذه الآية: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) [يونس: 26] ". (1)
وفي صحيحي البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة مجوفة، عرضها – وفي رواية طولها – ستون ميلاً، في كل زاوية منها أهل، ما يرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمن، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن ". (2)
والنظر إلى وجه الله تعالى هو من المزيد الذي وعد الله به المحسنين (لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد) [ق: 35] ، (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) [يونس: 26] ، وقد فسرت الحسنى بالجنة، والزيادة بالنظر إلى وجه الله الكريم، يشير إلى هذا الحديث الذي رواه مسلم وذكرناه قيل قليل.
ورؤية الله رؤية حقيقية، لا كما تزعم بعض الفرق التي نفت رؤية الله تعالى بمقاييس عقلية باطلة، وتحريفات لفظية جائرة، وقد سئل الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة عن قوله تعالى: (إلى ربها ناظرة) [القيامة: 23] ، فقيل: إن قوماً يقولون: إلى ثوابه. فقال مالك: كذبوا، فأين هم عن قوله تعالى: (إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) [المطففين: 15] ؟ قال مالك: الناس ينظرون إلى الله يوم القيامة
(1) جامع الأصول: (10/560) .
(2) مشكاة المصابيح: (10/86) ، ورقمه: 5616.