فمن أدلة المعنى الأول قول الله لإبراهيم عندما طلب منه أن يريه كيف يحيي الموتى: {قال أو لم تؤمن} ؟ {قال بلى ولكن ليطمئن قلبي} (البقرة: 260) ، وقوله تعالى حكاية عن إخوة يوسف الذين جاءوا أباهم عشاء يبكون وقد حملوا معهم قميص أخيهم يوسف ملطخاً بالدم: {وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين} (يوسف: 17) أي بمصدق خبرنا في أكل الذئب ليوسف. وكذلك قوله تعالى حكاية عن فرعون عندما أتاه الغرق وأيقن بالهلاك: {آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين} (يونس: 90) أي صدقت وأسلمت. ولا يخفى أن آمن تتعدى إلى مفعولها بحرفي جر الباء واللام. فأقول آمنت بالله أي صدقت بأسمائه وصفاته وأذعنت له وآمنت للرسول الذي يدعونا إليه أي صدقت بخبره الذي يخبر به عن ربه. ومن ذلك قوله تعالى: {وما أنت بمؤمن لنا} (يوسف: 17) أي بمصدقنا، ومنه أيضاً قوله تعالى: {فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه} (يونس: 83) أي ما صدق خبره بالخروج من مصر وإعزاز بني إسرائيل وإهلاك الله لفرعون على يدي موسى إلا شباب وصغار من بني إسرائيل.