الدليل التاسع: قوله تعالى: (ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون) [1] .
فذكر تعالى: أن موالاة الكفار موجبة لسخط الله، والخلود في العذاب [2] بمجردها، وإن كان الإنسان خائفاً [3] . إلا من أكره بشرطه. فكيف إذا اجتمع ذلك مع الكفر الصريح، وهو: معاداة التوحيد وأهله، والمعاونة على زوال دعوة الله بالإخلاص، وعلى تثبيت دعوة غيره.
الدليل العاشر: قوله تعالى: (ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيراً منهم فاسقون) [4] .
فذكر تعالى: أن موالاة الكفار منافية للإيمان بالله، والنبي وما أنزل إليه. ثم أخبر: أن سبب ذلك، كون كثير منهم فاسقون [5] . ولم يفرق بين من خاف الدائرة وبين [6] من لم يخف. وهكذا حال كثير من هؤلاء المرتدين، قبل ردتهم كثير منهم فاسقون. فجرهم [7] ذلك إلى موالاة الكفار، والردة عن الإسلام. نعوذ بالله من ذلك. الدليل الحادي عشر: قوله تعالى: (وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون) [8] . [1] سورة المائدة آية 80 [2] (م) النار. [3] ينظر الفرق بين الموالاة والتولي، وأن الموالاة بمجردها لا تعد كفراً المؤلف ((أوثق عرى الإيمان)) (133) وابن قاسم ((الدرر السنية)) (5/201) . [4] سورة المائدة آية 81. [5] (ط) فاسقين. [6] (م) بين. ساقطة. [7] (م) فجر. [8] سورة الأنعام آية 121