قهروكم وغلبوكم، فهم بين أمرين: إما أن يرجموكم. أي: يقتلوكم شر قتلة بالرجم [1] . وإما أن يعيدوكم في ملتهم ودينهم، ولن تفلحوا إذا أبداً. أي: وإن وافقتموهم على دينهم بعد أن غلبوكم وقهروكم [2] ، فلن تفلحوا إذا أبداً.
فهذا حال من وافقهم بعد أن غلبوه. فكيف بمن وافقهم وراسلهم من بعيد، وأجابهم إلى ما طلبوا من غير غلبة [3] ولا إكراه ... ؟!
ومع ذلك يحسبون أنهم مهتدون. الدليل السادس عشر: قوله تعالى: (ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين) [4] .
فأخبر تعالى: أن (ومن الناس من يعبد الله على حرف) . أي على طرف. (فإن أصابه خير) أي: نصر وعز وصحة، وسعة وأمن [5] وعافية ونحو ذلك (اطمأن به) . أي: ثبت، وقال: هذا دين حسن.
ما رأينا فيه إلا خيراً [6] . (وإن أصابته فتنة) . أي: خوف ومرض وفقر ونحو ذلك (انقلب على وجهه) . أي: ارتد عن دينه، ورجع إلى الشرك [7] . [1] (م) برجم. [2] (م) قهروكم وغلبوكم. [3] (ط) غليبة. [4] سورة الحج آية 11 [5] (ر) وسعة وأمنا. تحريف. [6] (ع) الخيرا. (م) خير. تحريف. [7] (ط) (ر) أهل الشرك.