يدخل قلبك [1] شيء من الريب، أو تحسين أمر هؤلاء المرتدين، وأن موافقتهم للمشركين وإظهار طاعتهم رأي حسن؛ حذراً على الأنفس والأموال والمحارم. فإن هذه الشبهة: هي التي أوقعت كثيراً من الأولين والآخرين في الشرك بالله، ولم يعذرهم الله بذلك. وإلا فكثير [2] منهم / يعرفون الحق ويعتقدونه بقلوبهم، وإنما يدينون [3] بالشرك للأعذار الثمانية التي ذكرها [4] الله في كتابه، أو لبعضها [5] .
فلم [6] يعذر بها أحداّ [7] ولا ببعضها [8] ؛ فقال (قل إن كان ءاباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدى القوم الفاسقين) [9] .
الدليل السابع عشر: قوله تعالى: (إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم * ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم * فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم * ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم) [10] . [1] (ط) (ر) في قلبك. [2] (ر) فكثيراً. تحريف. [3] (م) يدينون الله. [4] (م) ذكر. [5] (ط) (ر) ولا ببعضها. [6] ما بينهما ساقط من (م) . [7] (ع) (ر) أحد. تحريف. [8] (ر) بعضها. [9] سورة التوبة الآية 24. [10] سورة محمد الآيات 25-28