سلمت من الطعن، وهاهي بين يديك، مع ما قال الأئمة المعتمدون في علم الجرح والتعديل في رواتها وأسانيدها.
الحديث الأول: عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه بعد ما سلم وهو مستقبل القبلة، فقال: "اللهم خلّص الوليد بن الوليد، وعياش بن أبي ربيعة، وسلمة بن هشام، وضعفة المسلمين الذين لا يستطيعون حيلة ويهتدون سبيلا، من أيدي الكفار". أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره [1] ، وابن جرير في تفسيره [2] . وفي سنده علي بن زيد بن جدعان، قال ابن حجر في التقريب: "ضعيف" (3) ، ونقل الذهبي في السير [4] تضعيفه عن أحمد بن حنبل والبخاري والفلاس والعجلي، وغيرهم. انتهى. ومع الضعف الذي في علي بن زيد، فليس فيه دليل على الدعاء الجماعي، وهذه الرواية مخالفة لما جاء في الصحيحين، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة يقول: "اللهم انج عياش ... " [5] الحديث. أي يقول هذا الدعاء في قنوت الفجر، قبل الخروج من الصلاة.
الحديث الثاني: عن محمد بن أبي يحيى السلّمي قال: رأيت عبد الله بن الزبير ورأى رجلا رافعا يديه بدعوات قبل أن يفرغ من
1- تفسير ابن أبي حاتم (3/ 1048) .
2- تفسير ابن جرير (4/ 438 ح12081) .
3- تقريب التهذيب (401)
4- سير أعلام النبلاء (5/ 206) .
5- البخاري (2/ 225، 226) ، ومسلم (ح392) في الصلاة، وأبو داود (ح 836) ، والنسائي (2/ 233) .