فيجاب عليهم بأنه لا تعارض بين هذه الآثار وتلك الأحاديث كما سبق، بل إن تلك الأحاديث ينبغي أن تفهم وتفسر في ضوء فهم السلف الصالح لها، وهذه الآثار الواردة عن السلف تفسر جانبا من هذه الأحاديث، كما سبق وأن ذكرناه.
وأما ما رد به السيوطي أثر ابن مسعود بأنه لا يعرف له سند، فمردود بأنه أثر صحيح بمجموع طرقه رواه الدارمي في سننه، وابن وضاح في البدع [1] . والعجب أن الإمام السيوطي –رحمه الله- ذكر هذ في كتابه ((الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع)) [2] .
وأما قول الدكتور الزحيلي [3] : "فلا يصح القول بتبديع الدعاء الجماعي بعد الصلاة...."الخ.
فيقال: قوله: "لا يصح". هذه كلمة شرعية، وإطلاق لحكم شرعي، وهذا يقتضي عدم الجواز. فمن أين أتى بهذا الحكم؟ ومن سبقه بهذا من أهل العلم المعتبرين؟ ولا دليل عليه لا من كتاب ولا من سنة.
ثم قوله: "وجرى العمل بين المتأخرين بالاجتماع على الدعاء" [4] اهـ
1- ما جاء في البدع (ص 400 وما بعدها) رقم (9، 17، 18، 19، 20، 23) .
2- الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع (ص83) .
3- البدع المنكرة (ص 47) .
4- المصدر السابق (ص 47- 48) .