نام کتاب : الرد على الجهمية والزنادقة نویسنده : أحمد بن حنبل جلد : 1 صفحه : 102
الفتنة في تأويلها، وذلك أن: جعل، في القرآن من المخلوقين على وجهين على معنى التسمية، وعلى معنى فعل من أفعالهم[1].
وقوله: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} [الحجر: 91] .
قالوا: هو شعر وأنباء الأولين، وأضغاث أحلام، فهذا على معنى التسمية[2]. قال: {وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا} [الزخرف: 19] . يعني أنهم سموهم إناثًا.
ثم ذكر: جعل، على معنى التسمية فقال: {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ} [البقرة: 19] . فهذا على معنى فعل من أفعالهم[3].
وقال: {حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا} [الكهف: 96] هذا على معنى فعل، فهذا جعل المخلوقين، ثم جعل من أمر الله على معنى غير خلق، [1] قال ابن بطة -رحمه الله- في الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية "157/2":
فقلنا: إن الله -عز وجل- قد منعك أيها الجهمي، الفهمَ في القرآن حين جعلت كل مجعول مخلوقًا، وأن كل جعل في كتاب الله هو بمعنى خلق، فمن ههنا بُليت بهذه الضلالة القبيحة، حين تأولت كتاب الله بجهلك وهوى نفسك، وما زينه لك شيطانك وألقاه على لسانك وإخوانك، وذلك أننا نجد الحرف الواحد في كتاب الله -عز وجل- على لفظ واحد ومعانيه مختلفة في آيات كثيرة، تركنا ذكرها لكثرتها وقصدنا لذكر الآية التي احتججت بها.
فـ {جَعَلَ} في كتاب الله -عز وجل- على غير معنى: خلق. فجعل من المخلوقين على معنى وصف من أوصافهم، وقسم من أقسامهم، وجعل أيضًا على معنى فعل من أفعالهم لا يكون خلقًا ولا يقوم مقام الخلق، فتفهموا الآن ذلك وأعقلوه. [2] اعتمد ابن بَطَّة في كتابه "الإبانة" على ما قرره الإمام أحمد -رحمه الله- هنا في رده على الجهمية. انظر: الإبانة "157/2، 158". [3] انظر: الإبانة "159/2".
نام کتاب : الرد على الجهمية والزنادقة نویسنده : أحمد بن حنبل جلد : 1 صفحه : 102