نام کتاب : الرد على الجهمية والزنادقة نویسنده : أحمد بن حنبل جلد : 1 صفحه : 138
وقلنا للجهمية: من القائل يوم القيامة: {يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [المائدة: 116] .
أليس الله هو القائل؟
قالوا: فَيُكوِّن الله شيئًا فيُعَبِّر عن الله، كما كَوَّن شيئًا فعَبَّر لموسى.
قلنا: فمن القائل: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ، فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ} [الأعراف: 6، 7] .
أليس الله هو الذي يسأل؟
قالوا: هذا كله إنما يكون شيئًا، فيعبر عن الله.
قلنا: قد أعظمتم على الله الفرية، حين زعمتم أنه لا يتكلم فشبهتموه بالأصنام التي تعبد من دون الله؛ لأن الأصنام لا تتكلم، ولا تتحرك ولا تزول من مكان إلى مكان.
فلما ظهرت عليه الحجة قال: إن الله قد يتكلم، ولكن كلامه مخلوق,
= فقد ذكر أحمد في هذا الكلام: أن الله تعالى يتكلم كيف شاء، وذكر فيما استشهد به من الأثر: "أن الله كلم موسى -عليه السلام- بقوة عشرة آلاف لسان" وأن له قوة الألسن كلها، وهو أقوى من ذلك، وأنه إنما كلم موسى على قدر ما يطيق، ولو كلمه بأكثر من ذلك لمات. وهذا بيان منه لكون تكلم الله متعلقًا بمشيئته وقدرته كما ذكر عبد العزيز. وهو خلاف قول من يجعله كالحياة القديمة اللازمة للذات، التي لا تتعلق بمشيئة ولا قدرة. وبَيَّنَ أيضًا في كلامه أنه سبحانه تكلم وسيتكلم ردًّا على الجهمية، واستدل على أنه تكلم بالحديث الذي في الصحيحين عن عدي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه" وجعل قوله: "سيكلمه ربه" دليلا على أنه سيتكلم، فبين أن التكليم عنده مستلزم للتكليم متضمن للتكلم، ليس هو مجرد خلق إدراك في المستدل.
نام کتاب : الرد على الجهمية والزنادقة نویسنده : أحمد بن حنبل جلد : 1 صفحه : 138