responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة نویسنده : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    جلد : 1  صفحه : 225
وما أشبهها من الآيات الدالات على اتصافه صلى الله عليه وسلم بمكارم الأخلاق، والآيات التي فيها الحث على كل خلق جميل فكان أول الخلق امتثالاً لها وسبقاً إليها وإلى تكميلها، فكان له منها أكملها وأجلها وأعلاها، وهو في كل خصلة منها في الذروة العليا، فكان سهلاً ليناً قريباً من الناس مجيباً لدعوة من دعاه قاضياً لحاجة من استقضاه، جابراً لقلب من سأله لا يحرمه ولا يرده خائبا، وإذا أراد أصحابه أمراً وافقهم عليه وتابعهم فيه إذا لم يكن في ذلك محذور، وإن عزم على أمر لم يستبده به دونهم، بل يشاورهم ويؤامرهم، وكان يقبل من محسنهم ويعفو عن مسيئهم. ولم يكن يعاشر جليساً إلا أتم عشرة وأحسنها فكان لا يعبس في وجهه ولا يغلظ له في كلامه ولا يطوي عنه بشره ولا يمسك عليه فلتات لسانه، ولا يؤاخذه بما يصدر منه من جفوة بل يحسن إليه غاية الإحسان ويحتمله غاية الاحتمال صلى الله عليه وسلم"[1].
وقال في موضع آخر: " فهو صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق حلماً وصبراً، وأكثرهم عفواً عن الخلق وصفحاً وأجمعهم لجميع المحاسن والكمالات وأكرمهم في الخير والمعروف وبذل الهبات وهو الذي جمع الكرم والإحسان بعمله وعلمه وحاله وماله"[2].
عصمته فيما يبلغ عن ربه:
وهذا مما يدل على كمال الرسول صلى الله عليه وسلم البشري، فهو في ألفاظه وأقواله التي يبلغ فيها رسالة ربه، ما يتكلم بشيء منها إلا عن وحي من الله سبحانه، فقد عصمه الله من الخطأ في تبليغ الرسالة. وأدل شيء على ذلك قول الله سبحانه: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى.) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [3].
لذلك يقول ابن سعدي عن هذه الآية: "....ودل هذا على أن السنة وحي من الله ولرسوله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [4] وأنه معصوم فيما يخبر به عن الله تعالى وعن شرعه؛ لأن كلامه لا يصدر عن هوى وإنما يصدر عن وحي يوحى"[5].

[1] الخلاصة /25 بتصرف يسير.
[2] الخطب المنبرية /66.
[3] سورة النجم/ الآيتان 3، 4.
[4] سورة النساء/ الآية/ 113.
[5] التفسير 7/204.
نام کتاب : الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة نویسنده : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست