نام کتاب : الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة نویسنده : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر جلد : 1 صفحه : 255
والأثر الجليل أضاف النعمة إلى موليها وقال: {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي} أي من فضله وإحسانه عليّ وهذه حال الخلفاء الصالحين، إذا منَّ الله عليهم بالنعم الجليلة، ازداد شكرهم وإقرارهم واعترافهم بنعمة الله كما قال سليمان عليه السلام لما حضر عنده عرش ملكة سبأ مع البعد العظيم قال: {قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ} [1].
بخلاف أهل التجبر والتكبر والعلو في الأرض فإن النعم الكبار تزيدهم أشراً وبطراً، كما قال قارون لما آتاه الله من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة قال: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} [2].
وقوله: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي} أي لخروج يأجوج ومأجوج {جَعَلَهُ} أي السد المحكم المتقن {دَكَّاءَ} أي دكه فانهدم واستوى هو والأرض وكان وعد ربي حقا"[3]. أ. هـ كلامه.
وكلامه في هذين الموضعين هو الصواب الموافق لما عليه السلف الصالح في أمر يأجوج ومأجوج، وفي كلامه هذا أبلغ رد على ما قاله في رسالتيه المتقدمتين، وفيه أيضاً احتمال كبير لرجوعه عما قاله فيهما؛ لأنه طبعه في آخر حياته.
لذا يقول الشيخ حمود التويجري بعد أن ذكر كلام ابن سعدي عند تفسيره لسورة الأنبياء: "وهذا صريح في رجوعه عما كان يقوله في يأجوج ومأجوج أنهم أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم"[4].
ثم أشار التويجري إلى أن الشيخ ابن سعدي طبع تفسيره في سنة 1375هـ في المطبعة السلفية أي قبل وفاته بسنة[5]، وأرسل منه نسخة للشيخ حمود التويجري.
وكان هذا بعد إخراجه للرسالة التي غلط فيها في أمر يأجوج ومأجوج بنحو سبع عشرة سنة، وهذا فيه احتمال كبير لتراجع الشيخ عن قوله المذكور في يأجوج ومأجوج، وإن لم يكن قد رجع فكلامه فيهم متناقض. لذا يقول الشيخ التويجري حفظه الله: "ولم يخرج تفسير الآيات من سورة الكهف ومن سورة الأنبياء عما ذكره المفسرون في أمر يأجوج ومأجوج، فيحتمل أنه قد رجع عما قرره في رسالته وإن لم يكن رجع عن ذلك [1] سورة النمل/ الآية/ 40. [2] سورة القصص/ الآية/ 78. [3] التفسير 5/76، 77، 79. [4] الاحتجاج بالأثر /326. [5] أما فراغه من تأليفه، فقد مر معنا عند ذكره في مؤلفاته أنه فرغ منه في 7 شعبان سنة 1354هـ.
نام کتاب : الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة نویسنده : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر جلد : 1 صفحه : 255