نام کتاب : الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه نویسنده : الجامي، محمد أمان جلد : 1 صفحه : 367
يطلقون هذا التصريح في معرض المدح للسلف ومذهبهم - يا سبحانه الله - متى صار الوصف بالجهل لمن تحبه وتقدّره مدحاً وتقديراً؟! فبئس ما يصفون!
تكلم غير واحد من المعاصرين الذين تأثروا بفلسفة اليونان وبالاستشراق الجديد في مسألة فهم السلف لنصوص الصفات فنفوا عنهم الفهم فجعلوهم بمثابة الأمي الذي يقرأ ألفاظ القرآن دون فهم أو فقه.
ولعل آخر من كتب في هذا المعنى -فيما أعلم- الدكتور محمد عبد الستار أحمد نصار في كتابه الذي سماه (المدرسة السلفية) تحدث الدكتور في هذا الكتاب عن السلف الذين نزل فيهم القرآن (الصحابة) حديثاً في غاية الغرابة. ومما قاله عنهم - بعد حديث طويل سابق-: "فإذا أضفنا إلى ما ذكرنا ما في طبيعة الدين الإسلامي من الدعوة العالمية، وما استتبع ذلك من سل حسام الحق ليفتح المتدينون به البلاد بجانب كلمة الحق التي يحملونها ليفتحوا بها مغاليق القلوب، وأن ذلك لم يترك لديهم من الفراغ ما يجلسون فيه إلى القرآن (جلسة) الدارس الممحص لتبين لنا لماذا (لم يختلف المسلمون) في صدر الإسلام حول مسائل العقيدة؟ "1.
ولعلنا نلمح من خلال هذا العرض الفرق الواضح بين الإيمان والمعرفة.
أما الأول فمحله القلب. وأما الثانية فمحلها العقل. ومن ثم نستطيع أن نقرر أن المتدينين في الصدر الأول (الصحابة) قد فقهوا النص الديني وخاصة ما يتعلق منه بأمور العقيدة بقلوبهم، قبل (إدراكه) بمقاييس
1 يا ترى هل الذي منعهم من التفرق والاختلاف هو عدم فهمهم لنصوص الصفات، لأنهم لم يدرسوا القرآن دراسة فاحصة -كما يرى الدكتور نصار- أو أن الذي حفظ عليهم وحدتهم هو الاعتصام بحبل الله جميعاً لأنهم لم تفرقهم الأهواء والإعراض عن كتاب الله، وما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!!
نام کتاب : الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه نویسنده : الجامي، محمد أمان جلد : 1 صفحه : 367