نام کتاب : العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين نویسنده : ابن غَنَّام، حسين جلد : 1 صفحه : 212
الدم وتتصاعد, لا تدع مفصلا إلا دخلته ولا عرقا, فقد صاروا في داء هذا الهوى غرقا.
ولذا شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم حالهم بحال من بداء الكلب قد أصيب, فما لهم في عداد العقلاء من نصيب.
والكلب بفتح الكاف واللام داء معضل يحصل به أعظم الآلام, ويحدث بسببه سقم من أشد الأسقام, وهو يعرض للإنسان من عض الكَلْب الكَلَب, فيصيبه شبه الجنون, فلا يعض أحدا إلا كلب, ويعرض له أمراض رديئة, ويمتنع من شرب الماء حتى يموت عطشا.
واجتمعت العرب على أن دواءه قطرة من دم الملك [1] يخلط بماء فيسقاه. (2)
وكتب علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى ابن عباس رضي الله عنهما حين أخذ مال البصرة: "فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كلب والعدو قد حرب" يعني: اشتد.
قوله: "لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم فغيركم من الناس أحرى أن يقوم به".
مراده رضي الله عنه الحث والحض لهم على الاجتماع على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والاعتصام بذلك, وشدة الاهتمام والاعتناء بذلك, لان به تحصل السعادة والسؤدد في العجل والآجل, وتكمل لمن قام به شريف الفضائل, وهذا مع ما فيه من الحث على القيام بما جاءهم به [1] قال الليحاني: إن الرجل الكلب يعض إنسانا, فيأتون رجلا شريفا, فيقطر لهم من دم أصبعه فيسقون الكلب فيبرأ. انظر: اللسان (1/723) ولا شك في تحريم هذا؛ لان الله لم يجعل شفاء الأمة فيما حرم عليها. ودم الإنسام مما حرم على الإنسان.
(2) لسان العرب (1/723) عادة كلب.
نام کتاب : العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين نویسنده : ابن غَنَّام، حسين جلد : 1 صفحه : 212