نام کتاب : العقيدة في الله نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 287
انحراف العرب عن التوحيد
كان العرب على دين التوحيد دين أبيهم إبراهيم عليه السلام، واستمروا على ذلك إلى ما قبل البعثة بأربعمائة سنة حيث ظهر فيهم رئيس مسموع الكلمة مطاع لا يخالَف، فغير دينهم، ذلك هو عمرو بن عامر الخزاعي.
ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قُصْبَهُ في النار، كان أول من سيب السوائب) [1] ، وفي صحيح البخاري أيضاً عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رأيت جهنم يحطم بعضها بعضاً، ورأيت عمراً يجر قُصْبَهُ، وهو أول من سيب السوائب) . (2)
فعمرو هذا غيّر دين العرب بدعوتهم لعبادة الأصنام، وباستحداث بدع في دين الله تعالى، أحلّ فيها وحرّم بهواه، ومن ذلك ما ذكره الله في كتابه: (ما جعل الله من بحيرةٍ ولا سائِبةٍ ولا وصيلةٍ ولا حامٍ ولكنَّ الَّذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون) [المائدة: 103] . (3)
وتختلف الروايات في الكيفية التي نشر عمرو بها الأصنام في الجزيرة العربية، فمن قائل إنّ عمراً كان له رئيٌ من الجن هو الذي دله على [1] رواه البخاري: 8/283. ورقمه: 4623.
(2) رواه البخاري في صحيحه: 8/283. ورقمه: 4624.
(3) البحيرة: الناقة تبحر أذنها، أي تشق ثم ترسل، وتكون هذه علامة تعرفها العرب، فلا يركبها أحد ولا يحملون عليها، يفعلون بها ذلك إذا ولدت خمس بطون آخرها ذكر. والسائبة: أن ينذر الرجل إذا حدث أمر ما يحبه أن يسيب ناقة وتجعل كالبحيرة في عدم الانتفاع بها. والوصيلة: كانت العرب إذا ولدت الناقة أنثى لهم، وإذا ولدت ذكراً لآلهتهم، وإذا ولدتهما قالوا: وصلت أخاها فيحرم ذبح الذكر. والحام: الفحل يحمل من ظهره عشرة أبطن، فيحرم ذبحه وظهره، ولا يمنع من مرعى ولا ماء. وهم إنما يفعلون هذا بالأنعام تقرباً بذلك إلى طواغيتهم.
نام کتاب : العقيدة في الله نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 287