نام کتاب : العواصم من القواصم - ط الأوقاف السعودية نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 157
وبادروا بإراقة الدماء. واشتجر الحرب، وكثرت الغوغاء على البوغاء. كل ذلك حتى لا يقع برهان، ولا يقف الحال على بيان، ويخفى قتلة عثمان. وإن واحدًا في الجيش يفسد تدبيره، فكيف بألف؟! .
[مصرع طلحة بن عبيد الله وكعب بن سور قاضي البصرة]
وقد روي أن مروان لما وقعت عينه في الاصطفاف على طلحة قال: لا نطلب أثرًا بعد عين، ورماه بسهم فقتله [1] . ومن يعلم هذا إلا علام [1] آفة الأخبار رواتها. وفي العلوم الإسلامية علاج آفة الكذب الخبيثة، فإن كل راوي خبر يطالبه الإسلام بأن يعين مصدره على قاعدة "من أين لك هذا؟ ". ولا تعرف أمة مثل هذه الدقة في المطالبة بمصادر الأخبار كما عرفه المسلمون، ولا سيما أهل السنة منهم. وقد أشاد بهذه المزية لعلماء السنة الدكتور أسد رستم في كتابه (مصطلح التاريخ) . وهذا الخبر عن طلحة ومروان "لقيط" لا يعرف أبيه ولا صاحبه. وما دام لم ينقله ثبت بسند معروف عن رجال ثقات فإن للقاضي ابن العربي أن يقول بملء فيه. ومن يعلم هذا إلا علام الغيوب؟! .
نام کتاب : العواصم من القواصم - ط الأوقاف السعودية نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 157