نام کتاب : العواصم من القواصم - ط الأوقاف السعودية نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 252
تقرأ كتبه في المساجد وفيها من الباطل والكذب والمناكير ونسبة الأنبياء إلى أنهم ولدوا لغير رشدة كما قال في إسحاق صلى الله عليه وسلم في كتاب الضلال والتضلال، وكما مكنوا من قراءة كتب الفلاسفة في إنكار الصانع وإبطال الشرائع لما لوزرائهم وخواصهم في ذلك من الأغراض الفاسدة والمقاصد الباطلة، فإن زل فقيه أو أساء العبارة عالم: يكن
ما أساء النار في رأس كبكبا (1)
وبالوقوف على هذه الفضول تحسن نياتكم، وتسلم عن التغير قلوبكم على من سبق.
وقد بينت لكم أنكم لا تقبلون على أنفسكم في دينار، بل في درهم، إلا عدلا بريئا من التهم، سليما من الشهوة. فكيف تقبلون في أحوال السلف وما جرى بين الأوائل ممن ليس له مرتبة في الدين، فكيف في العدالة!
ورحم الله عمر بن عبد العزيز حيث قال وقد تكلموا في الذي جرى بين الصحابة: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [البقرة: 134]
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
(1) كبكب: جبل خلف عرفات مشرف عليها، كان لبني سامة بن لؤي قبل أن يجلوا إلى عمان. والشعر للأعشى، وتمامه:
ومن يغترب عن قومه لا يزل يرى ... مصارع مظلوم مجرا ومسحبا
وتدفن منه الصالحات، وإن يسئ ... يكن ما أساء النار في رأس كبكبا
نام کتاب : العواصم من القواصم - ط الأوقاف السعودية نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 252