نام کتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 260
عاصمة
تحذير المسلمين من أهواء المفسرين والمؤرخين الجهلة منهم وكذا أهل الآداب
إنما ذكرت لكم هذا لتحترزوا من الخلق، وخاصة من المفسرين، والمؤرخين، وأهل الآداب، فإنهم أهل جهالة[487] بحرمات الدين، أو على بدعة مصرين، فلا تبالوا بما رووا، ولا تقبلوا رواية إلا عن أئمة الحديث، ولا تسمعوا لمؤرخ كلاما إلا للطبري[488]، [489] وغير ذلك هو الموت الأحمر، والداء الأكبر، فإنهم ينشئون أحاديث استحقار الصحابة والسلف[490]، والاستخفاف بهم، واختراع الاسترسال في الأقوال والأفعال [487] يقصد بذلك المفسرين الجاهلين بعلم الحديث، مادام أن الرسول يشرح القرآن. وخير التفاسير: تفسير الإمام ابن كثير. م. [488] لعل القاضي ابن العربي قصد من كلامه أن تاريخ الطبري ذكر حوادثه مسندة إلى رجالها، وفيهم الصادق وفيهم الكاذب. ويستطيع المؤرخ العالم بالرجال تمييز الحق من الباطل. أما غير العالم بعلم الأسانيد، فيضل ضلالا بعيدا بقراءته لتاريخ الطبري، فيكون مثله مثل حاطب ليل يحمل الأفعلى وهو لا يدري وفي ذلك هلاكه وضلاله.
وقد ناقشنا بعض أساتذة التاريخ في بعض الجماعات العربية وذكرت لهم خطأ ما كتبوا، فكان يؤيدون كلامهم بأنهمه إنما كان مصدرهم تاريخ الطبري. م. [489] ومع ذلك فالطبري ذكر مصادر أخباره وسمى رواتها فتكون من أمرهم على بينة، وقال في آخر مقدمة كتابه: فما يكن في كتاب هذا من خبر يستنكره قارئه منأجل أنه لم يعرف له وجها في الصحة فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وإنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا. خ. [490] ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يقول الله تعالى: " من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ".
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه" مخرج من الصحيحين.
ففي هذا الحديث وأمثاله بيان حالة من جعلهم غرضا بعد رسول االله صلى الله عليه وآله وسلم وسبهم وافترى عليهم وعابهم وكفرهم واجترأ عليهم. وفي الحديث: "حب الأنصار من الإيمان وبغضهم من النفاق".
نام کتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 260