نام کتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 98
تولية عثمان الوليد بن عقبة وإلمامه بنشأة الوليد وجهاده
11- وأما تولية الوليد بن عقبة [فلأن] الناس -على فساد النيات- أسرعوا إلى السيئات قبل الحسنات. فذكر [الأسفرائيون] 106 أنه إنما ولاه للمعنى الذي تكلم به، قال عثمان: ما وليته؛ لأنه أخي[107]، وإنما وليته؛ لأنه ابن أم حكيم البيضاء عمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتوأمة أبيه، وسيأتي بيانه إن شاء الله[108].
=وسلم، ونتوقع الخطأ من كل إنسان صحابيًّا كان أو من التابعين، أو الذين يتبعونهم بإحسان، ولكن الذين ملأوا الدنيا بالحسنات كأنها الجبال، فإن الذي يعمى عنها، ويدس أنفه في مرمى القاذورات ليستخرج منها ما يذم العظماء به، وإن لم يجد يختلق ويكذب، فإن من كرامة المسلم على نفسه أن يترفع عن الإصغاء لأمثال هؤلاء والانخداع لهم، ودع عنك فتوح عبد الله بن عامر بن كريز التي وصلت إلى أقصى المشارق، وتقويضه آخر أمل للإمبراطورية المجوسية، فإن حسناته الإنسانية أيضًا جديرة بالتسجيل.
قال ابن كثير في: البداية والنهاية: 88: 8 إنه أول من اتخذ الحياض بعرفة لحجاج بيت الله الحرام، وأجرى إليها الماء المعين، وقال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة: 189: 3-190: "إن له من الحسنات والمحبة في قلوب الناس ما لا ينكر"، ومثل هؤلاء الرجال لو كانوا من سلف الإنجليز أو الفرنسيين لخلدوا عظمتهم في كتب الدراسة والثقافة والتهذيب، فتهافتت وزارات معارفنا على نقل ذلك إلى كتبنا المدرسية، ليؤمن جيلنا بعظمة أسلاف المستعمرين، أما عظمة أسلافنا نحن فقط سلط الشيطان عليها قلوبًا فاسدة تقبض بالسوء، وصدق أكاذيبها الأكثرون منَّا، فأمسينا كالأمة التي لا مجد لها، بينما هي نائمة على تراث من المجد لا تحلم الإنسانية بمثله. "م".
116 وكتبها الشيخ محب الدين الخطيب "الافترائيون"، ولكنها ليست في أي من المخطوطات الثلاثة. "س". [107] هو أخوه لأمه أروى بنت كريز، وأمها البيضاء بنت عبد الملطب بن هاشم. "خ". [108] قد لا يظن من لا يعرف صدر هذه الأمة أن أمير المؤمنين عثمان جاء بالوليد بن عقبة من عرض الطريق فولاه الكوفة، أما الذين أنعم الله عليهم بنعمة الأنس بأحوال ذلك العصر وأهله فيعلمون أن دولة الإسلام الأولى من خلافة أبي بكر تلقفت هذا الشاب الماضي العزيمة، الرضي الخلقي، الصادق الإيمان فاستعملت مواهبه في سبيل الله إلى أن توفي أبو بكر، وأول عمل له في خلافة أبي بكر أنه كان موضع السر في الرسائل الحربية التي دارت بين الخليفة وقائده خالد بن الوليد في وقعة المذار مع الفرس سنة 12 "الطبري: 7: 4"، ثم وجهه مددًا إلى قائده عياض بن غنم الفهري "الطبري: 22: 4"، وفي سنة 13كان
نام کتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 98