فهزمتهم الازارقة فَكتب عبد الله بن الزبير من مَكَّة الى الْمُهلب ابْن أبي صفرَة وَهُوَ يَوْمئِذٍ بخراسان يَأْمُرهُ بِحَرب الازارقة وولاه ذَلِك فَرجع الْمُهلب الى الْبَصْرَة وانتخب من جندها عشرَة آلَاف وانضم اليه قومه من الأزد فَصَارَ فِي عشْرين ألفا وَخرج وَقَاتل الْأزَارِقَة وَهَزَمَهُمْ عَن دولاب الأهواز إِلَى الأهواز وَمَات نَافِع ابْن الْأَزْرَق فِي تِلْكَ الْهَزِيمَة وبايعت الْأزَارِقَة بعده عبيد الله بن مَأْمُون التميمى وَقَاتلهمْ الْمُهلب بعد ذَلِك بالاهواز فَقتل عبيد الله بن مَأْمُون فِي تِلْكَ الْوَاقِعَة وَقتل ايضا أَخُوهُ عُثْمَان بن مَأْمُون مَعَ ثلثمِائة من أَشد الازارقة وَانْهَزَمَ الْبَاقُونَ مِنْهُم الى ايدج وَبَايَعُوا قطرى بن الْفُجَاءَة وسموه أَمِير الْمُؤمنِينَ وَقَاتلهمْ الْمُهلب بعد ذَلِك حروبا كَانَت سجالا وانهزمت الْأزَارِقَة فِي آخرهَا الى سَابُور من أَرض فَارس وجعلوها دَار هجرتهم وَثَبت الْمُهلب وَبَنوهُ وأتباعهم على قِتَالهمْ تسع عشرَة سنة بَعْضهَا فِي أَيَّام عبد الله بن الزبير وباقيها فِي زمَان خلَافَة عبد الْملك بن مَرْوَان وَولَايَة الْحجَّاج على الْعرَاق وَقرر الْحجَّاج الْمُهلب على حَرْب الازارقة فدامت الْحَرْب فِي تِلْكَ السنين بَين الْمُهلب وَبَين الازارقة كرا وفرا فِيمَا بَين فَارس والاهواز الى أَن وَقع الْخلاف بَين الازارقة فَفَارَقَ عبد ربه الْكَبِير قطريا وَصَارَ الى وَاد بجيرفت كرمين فِي سَبْعَة آلَاف رجل وفارقه