نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 97
الله هَذَا آدم قد صَار كواحد منا فِي معرفَة الْخَيْر وَالشَّر والآن كَيْلا يمد يَده وَيَأْخُذ من شَجَرَة الْحَيَاة وَيَأْكُل وَيحيى إِلَى الدَّهْر فطرده الله من جنَّات عدن
قَالَ أَبُو مُحَمَّد رَضِي الله عَنهُ حكايتهم عَن الله تَعَالَى أَنه قَالَ هَذَا آدم قد صَار كواحد منا مُصِيبَة من مصائب الدَّهْر وَمُوجب ضَرُورَة أَنهم آلِهَة أَكثر من وَاحِد وَلَقَد أدّى هَذَا القَوْل الْخَبيث المفتري كثيرا من خَواص الْيَهُود إِلَى الِاعْتِقَاد أَن الَّذِي خلق آدم لم يكن إِلَّا خلقا خلقه الله تَعَالَى قبل آدم وَأكل من الشَّجَرَة الَّتِي أكل مِنْهَا آدم فَعرف الْخَيْر وَالشَّر ثمَّ أكل من شَجَرَة الْحَيَاة فَصَارَ إِلَهًا من جملَة الْآلهَة نَعُوذ بِاللَّه من هَذَا الْكفْر الأحمق ونحمده إِذْ هدَانَا للملة الزهراء الْوَاضِحَة الَّتِي تشهد سلامتها من كل دخل بِأَنَّهَا من عِنْد الله تَعَالَى فصل
وَبعد ذَلِك وأسكن فِي شَرْقي جنَّة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب بحراسة شَجَرَة الْحَيَاة وَرَأَيْت فِي نُسْخَة أُخْرَى مِنْهَا ووكل بالجنان المشتهر إسْرَافيل وَنصب بَين يَدَيْهِ رمحاً ناريا ليحفظ طريقي شَجَرَة الْحَيَاة
قَالَ أَبُو مُحَمَّد رَضِي الله عَنهُ إِن لم يكن أَحدهمَا خطأ من المترجم وَإِلَّا فَلَا أَدْرِي كَيفَ هَذَا فصل
وَبعد ذَلِك قَالَ الله تَعَالَى كل من قتل قابيل نفاديه إِلَى سَبْعَة وَلَا تناكر بَين جَمِيعهم فِي أَن لامك بن متوشائيل بن محويائيل ابْن عيراد بن حنوك بن قابين هُوَ الَّذِي قتل قابين جد جد أَبِيه وَأَنه لم يقل بِهِ فنسبوا إِلَى الله تَعَالَى الْكَذِب لِأَنَّهُ وعده أَن يفْدِيه إِلَى السَّبْعَة وَلم يفده وَأَيْضًا فَإِن ذكر السَّبْعَة هُنَا حمق لِأَن لامك الَّذِي قَتله هُوَ الْخَامِس من ولد قابين وقابين هُوَ الْخَامِس من آبَاء لامك فَلَا مدْخل للسبعة هَا هُنَا فصل وَقبل هَذَا ذكر هابيل بن آدم وَأَنه راعي غنم ثمَّ قَالَ قبل ذَلِك بِنَحْوِ ورقتين أر لامك الْمَذْكُور آنِفا اتخذ امْرَأتَيْنِ اسْم إِحْدَاهمَا عَادَة وَالثَّانيَِة صلَة وَولدت عَادَة يابال وَهُوَ أول من سكن الأخبية وَملك الْمَاشِيَة وَهَاتَانِ قضيتان تكذب إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى لَا بُد فصل
وَبعد ذَلِك قَالَ فَلَمَّا ابْتَدَأَ النَّاس يكثرون على ظهر الأَرْض وَولد لَهُم الْبَنَات فَلَمَّا رأى أَوْلَاد الله بَنَات آدم أَنَّهُنَّ حسان اتَّخذُوا مِنْهُنَّ نسَاء وَقَالَ بعد ذَلِك كَانَ يدْخل بَنو الله إِلَى بَنَات آدم ويولد لَهُم حَرَامًا وهم الْجَبَابِرَة الَّذين على الدَّهْر لَهُم أَسمَاء وَهَذَا حمق ناهيك بِهِ وَكذب عَظِيم إِذْ جعل الله أَوْلَادًا ينْكحُونَ بَنَات آدم وَهَذِه مصاهرة تَعَالَى الله عَنْهَا حَتَّى أَن بعض أسلافهم قَالَ إِنَّمَا عني بذلك الْمَلَائِكَة وَهَذِه كذبة إِلَّا أَنَّهَا دون الْكَذِب فِي ظَاهر اللَّفْظ فصل
وَفِي خلال هَذَا قَالَ لَا يدين روحي فِي الْإِنْسَان إِلَى الدَّهْر إِذْ هم منتشرون لزيغانه هُوَ بشر فَتكون أعمارهم مائَة وَعشْرين سنة وَهَذَا كذب فَاحش ومصيبة الْأَبَد لِأَنَّهُ ذكر بعد هَذَا القَوْل أَن سَام بن نوح عَاشَ بعد ذَلِك سِتّمائَة سنة وارفخشاد بن سَام عَاشَ أَرْبَعمِائَة وخمساً وَسِتِّينَ سنة وشالح بن ارفخشاذ عَاشَ أَرْبَعمِائَة سنة وَثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ سنة وعابر بن شالخ عَاشَ أَرْبَعمِائَة سنة وَسِتِّينَ سنة وفالغ بن عَابِر عَاشَ مِائَتي سنة وَسبعا وَثَلَاثِينَ سنة ورعو بن فالغ عَاشَ مِائَتي سنة وتسعاً وَعشْرين سنة وسروغ بن رعوعاش
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 97