والمقربين بين الطوائف على اختلاف مذاهبهم وتباين طرائقهم مع أهل السنة والجماعة.
شتان بين الحالتين فإن ترد ... جمعاً فما الضدان يجتمعان
شتان بين العسكرين فمن يكن ... متحيراً فلينظر الفئتان
وإنَّما الحق والواجب في ذلك هو لزوم الكتاب والسنة والتمسك بما جاء فيهما ونبذ ما سوى ذلك من باطل وضلال وانحراف كما سبق إيضاح ذلك وتقريره في كلام شيخ الإسلام المتقدم.
وعليه فإنَّ مؤلفات أهل السنة الكثيرة في الردّ على أهل البدع والأهواء المقصود منها النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم، وفيها دعوة للمردود عليه إلى محاسبة نفسه ووزن أقواله لعله يعود إلى رشده ويترك غيَّه وباطله، وفيها حماية للمجتمع المسلم من الباطل المبثوث في كتاب المبتدع المبطل الناشر للضلال.
ولم يبعد أحد شيوخنا المعاصرين إذ قال: "وكما أنَّه يوضع في زماننا أماكن للحجر الصحيّ لمن بهم أمراض معدية، فإنَّ أهل البدع والأهواء الداعين إلى باطلهم أولى بالحجر من أولئك؛ لأنَّ هؤلاء يمرضون القلوب ويفسدون الأديان، وأولئك يفسدون الأجسام ويمرضون الأبدان".
ولكن من لنا بمن يكمِّم أفواههم ويقطع ألسنتهم ويكسر أقلامهم كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بصبيغ وكما فعل خالد القسري بالجعد فإلى الله المشتكى.
هذا وإنَّ من حاملي ألوية البدعة وأزمة الفتنة في زماننا شاباً جهميّاً معاصراً أخذ على عاتقه نشر الضلال والباطل والهجوم على أهل الحقّ والسنة وتمجيد