نام کتاب : القول المفيد على كتاب التوحيد نویسنده : ابن عثيمين جلد : 1 صفحه : 121
دخل النار " رواه البخاري[1].
يستطيع ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: " من دعاكم فأجيبوه "[2] وقال تعالى: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} [3]. فإذا مد الفقير يده، وقال: ارزقني; أي: أعطني; فليس بشرك، كما قال تعالى: {فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} وأما إن دعا المخلوق بما لا يقدر عليه إلا الله; فإن دعوته شرك مخرج عن الملة. مثال ذلك: أن تدعو إنسانا أن ينزل الغيث معتقدا أنه قادر على ذلك.
والمراد بقوله الرسول صلى الله عليه وسلم " من مات وهو يدعو من دون الله ندا " المراد الند في العبادة، أما الند في المسألة; ففيه التفصيل السابق. ومع الأسف; ففي بعض البلاد الإسلامية من يعتقد أن فلانا المقبور الذي بقي جثة، أو أكلته الأرض؛ ينفع أو يضر، أو يأتي بالنسل لمن لا يولد لها، وهذا - والعياذ بالله - شرك أكبر مخرج من الملة، وإقرار هذا أشد من إقرار شرب الخمر، والزنا، واللواط، لأنه إقرار على كفر، وليس إقرارا على فسوق فقط.
قوله: " دخل النار ": أي: خالدا، مع أن اللفظ لا يدل عليه; لأن دخل فعل، والفعل يدل على الإطلاق.
وأيضا قال الله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [4]، وإذا حرمت الجنة; لزم أن يكون خالدا في النار أبدا، فيجب أن نخاف من الشرك ما [1] رواه: البخاري (كتاب التفسير, باب {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا} , 3/ 196) . [2] أخرجه: أحمد (2/68) , وأبو داود (3/17) , والنسائي (5/28) , والحاكم (1/412) , والبيهقي (4/99) . وصححه الحاكم والحافظ في "تخريج الأذكار"; كما في "الفتوحات" (5/250) . [3] سورة النساء آية: 8. [4] سورة المائدة آية: 72.
نام کتاب : القول المفيد على كتاب التوحيد نویسنده : ابن عثيمين جلد : 1 صفحه : 121