نام کتاب : القول المفيد على كتاب التوحيد نویسنده : ابن عثيمين جلد : 1 صفحه : 256
.......................................................................
ينفعون ولا يضرون، فالاستعاذة بهم شرك أكبر، سواء كان عند قبورهم أم بعيدا عنهم.
أما الاستعاذة بمخلوق فيما يقدر عليه، فهي جائزة، وقد أشار إلى ذلك الشارح الشيخ سليمان في "تيسير العزيز الحميد"، وهو مقتضى الأحاديث الواردة في "صحيح مسلم" لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الفتن، قال: " فمن وجد من ذلك ملجأ، فليعذ به "[1].
وكذلك قصة المرأة التي عاذت بأم سلمة[2] والغلام الذي عاذ بالنبي صلى الله عليه وسلم[3] وكذلك في قصة الذين يستعيذون بالحرم والكعبة[4] وما أشبه ذلك.
وهذا هو مقتضى النظر، فإذا اعترضني قطاع طريق، فعذت بإنسان يستطيع أن يخلصني منهم، فلا شيء فيه. لكن تعليق القلب بالمخلوق لا شك أنه من الشرك، فإذا علقت قلبك ورجاءك وخوفك وجميع أمورك بشخص معين، وجعلته ملجأ فهذا شرك، لأن هذا لا يكون إلا لله.
وعلى هذا، فكلام الشيخ رحمه الله في قوله: "إن الأئمة لا يجوزون الاستعاذة بمخلوق" مقيد بما لا يقدر عليه إلا الله، ولولا أن النصوص وردت بالتفصيل لأخذنا الكلام على إطلاقه، وقلنا: لا يجوز الاستعاذة بغير الله مطلقا. [1] من حديث أبي هريرة, رواه: البخاري (كتاب المناقب, باب علامات النبوة, 2/520) , ومسلم (كتاب الفتن, باب نزول الفتن, 4/2212) . [2] من حديث جابر, رواه: مسلم (كتاب الحدود, باب حد السرقة, 3/1689) . [3] رواه مسلم في بعض ألفاظه (3/1281) . [4] من حديث أم سلمة, رواه: مسلم (كتاب الفتن, باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت, 4/2208) .
نام کتاب : القول المفيد على كتاب التوحيد نویسنده : ابن عثيمين جلد : 1 صفحه : 256