نام کتاب : القول المفيد على كتاب التوحيد نویسنده : ابن عثيمين جلد : 1 صفحه : 359
التاسعة: مضرة تعظيم الأسلاف والأكابر.
هذان الرجلان; لربما وفق أبو طالب إلى قبول ما عرضه النبي صلى الله عليه وسلم لكن هؤلاء - والعياذ بالله - ذكراه نعرة الجاهلية ومضرة رفقاء السوء، ليس خاصا بالشرك، ولكن في جميع سلوك الإنسان، وقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم جليس السوء بنافخ الكير; إما أن يحرق ثيابك، أو تجد منه رائحة كريهة[1] وقال صلى الله عليه وسلم " فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه "[2] وذلك لما بينهما من الصحبة والاختلاط، وكذلك روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بسند لا بأس به: " المرء على دين خليله; فلينظر أحدكم من يخالل "[3] فالمهم أنه يجب على الإنسان العاقل أن يفكر في أصحابه: هل هم أصحاب سوء؟ فليبعد عنهم لأنهم أشد عداء من الجرب، أو هم أصحاب خير: يأمرونه بالمعروف، وينهونه عن المنكر، ويفتحون له أبواب الخير; فعليه بهم.
التاسعة: مضرة تعظيم الأسلاف والأكابر: لأن أبا طالب اختار أن يكون على ملة عبد المطلب حين ذكروه بأسلافه مع مخالفته لشريعة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ليس على إطلاقه; فتعظيمهم إن كانوا أهلا لذلك فلا يضر، بل هو خير; فأسلافنا من صدر هذه الأمة لا شك أن تعظيمهم وإنزالهم منازلهم خير لا ضرر فيه.
وإن كان تعظيم الأكابر لما هم عليه من العلم والسن، فليس فيه مضرة، وإن كان تعظيمهم لما هم عليه من الباطل; فهو ضرر عظيم على دين المرء، فمثلا: من يعظم أبا جهل لأنه سيد أهل الوادي، وكذلك [1] من حديث أبي موسى, رواه: البخاري (كتاب الذبائح, باب المسك, 3/463) , ومسلم (كتاب البر, باب استحباب مجالسة الصالحين, 4/2526) . [2] سبق (ص 63) . [3] من حديث أبي هريرة, أخرجه: أحمد (2/303, 334) . ورواه أبو داود (كتاب الأدب, باب من يؤمر أن يجالس, 5/168) , والترمذي (الزهد, باب الرجل على دين خليله, رقم 2379) - وقال: "حسن غريب" -.
نام کتاب : القول المفيد على كتاب التوحيد نویسنده : ابن عثيمين جلد : 1 صفحه : 359