responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القول المفيد على كتاب التوحيد نویسنده : ابن عثيمين    جلد : 1  صفحه : 578
ولا إله غيرك "[1]. 2

بواسطة جعلها الله سببا، وإلا; فكل الخير من الله عزوجل
وقوله: " لا خير إلا خيرك "[3] هذا الحصر حقيقي; فالخير كله من الله، سواء كان بسبب معلوم أو بغيره.
وقوله: " لا طير إلا طيرك "[4] أي: الطيور كلها ملكك; فهي لا تفعل شيئا، وإنما هي مسخرة، قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ} [5] وقال تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [6] فالمهم أن الطير مسخرة بإذن الله; فالله تعالى هو الذي يدبرها ويصرفها ويسخرها تذهب يمينا وشمالا، ولا علاقة لها بالحوادث.
ويحتمل أن المراد بالطير هنا ما يتشاءم به الإنسان; فكل ما يحدث للإنسان من التشاؤم والحوادث المكروهة; فإنه من الله كما أن الخير من الله; كما قال تعالى: {إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ} [7] لكن سبق لنا أن الشر في فعل الله ليس بواقع، بل الشر في المفعول لا في الفعل، بل فعله تعالى كله خير; إما خير لذاته، وإما لما يترتب عليه من المصالح العظيمة التي تجعله خيرا. فيكون قوله: " لا طير إلا طيرك "[8] مقابلا لقوله: " ولا خير إلا خيرك "[9].
قوله: " ولا إله غيرك "10 "لا": نافية للجنس، "وإله" بمعنى: مألوه;

[1] أحمد (2/220) .
2 أخرجه: أحمد في "المسند" (2/220) , وابن وهب في "الجامع" (ص 110) , والطبراني; كما في "المجمع" (5/105) , وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (293) . وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/105) : "وفيه ابن لهيعة, وحديثه حسن, وبقية رجاله ثقات". وقال الشارح في "تيسير العزيز الحميد" (ص 439) : "وفيه ابن لهيعة".
[3] أحمد (2/220) .
[4] أحمد (2/220) .
[5] سورة الملك آية: 19.
[6] سورة النحل آية: 79.
[7] سورة الأعراف آية: 131.
[8] أحمد (2/220) .
[9] أحمد (2/220) .
10 أحمد (2/220) .
نام کتاب : القول المفيد على كتاب التوحيد نویسنده : ابن عثيمين    جلد : 1  صفحه : 578
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست