نام کتاب : القيامة الصغرى نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 272
وتضع كل ذات حمل حملها، فقال: إن فيكم أمتين ما كانتا في شيء إلا كثرتاه، يأجوج ومأجوج "، قال ابن كثير بعد سياقه لهذا الحديث: " وقد حكى النووي في شرح مسلم عن بعض الناس أن يأجوج ومأجوج قد خلقوا من منى خرج من آدم، فاختلط بالتراب فخلقوا من ذلك، فعلى هذا يكونون مخلوقين من آدم وليسوا من حواء " وقد رد ابن كثير هذا القول وأنكره قائلاً: " وهذا قول غريب جداً، ثم لا دليل عليه لا من عقل، ولا من نقل، ولا يجوز الاعتماد هاهنا على ما يحكيه بعض أهل الكتاب لما عندهم من الأحاديث المفتعلة " [1] .
وقد أخبر الحق تبارك وتعالى أن السَّد الذي أقامه ذو القرنين مانعهم من الخروج: (فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا) [الكهف: 97] ، وأخبر أن ذلك مستمر إلى آخر الزمان عندما يأتي وعد الله، ويأذن لهم بالخروج، وعند ذلك يدك السد، ويخرجون على الناس (فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا) [الكهف: 98] ، وعند ذلك يخرجون أفواجاً أفواجاُ كموج البحر (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ) [الكهف: 99] وذلك قرب قيام القيامة والنفخ في الصور (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا) [الكهف: 99] .
وقد أخبر الحق في موضع آخر عن نقبهم السد وخروجهم: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ - وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا..) [الأنبياء: 96-97] ، وهذا كائن في آخر الزمان، وقوله: (كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ) [الأنبياء: 96] ، أي يسرعون في الإفساد في الأرض، والحدب هو المرتفع في الأرض، وهذه صفتهم حال خروجهم. [1] تفسير ابن كثير: 4/423.
نام کتاب : القيامة الصغرى نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 272