الحجاز فأقام مدة بالمدينة، ومنها ارتحل إلى جُدة في عام 1307 هـ، واستوطن بها أربعين عاما متوالية درَّس العلوم بمسجد الشافعي بجدة بعد صلاة المغرب من كل ليلة، كما كان يقوم بالتدريس بداره أيضا.
يمتاز بحسن القراءة، وإجادة التلاوة في صوت حسن رخيم، وعنده غيرة على القرآن والنحو فلا يكاد يسمع خطأ حتى يمتلئ بالغضب، على أنه كان مع ذلك لطيف المحضر، طريف المجلس، كان كفيف البصر ضئيل الجسم أقرب إلى القصر ويلبس زي العلماء المصريين، وله تلاميذه يحبونه ويخدمونه؛ لأنه لم يكن له زوجة. كان مُجوِّدًا عالماً بالقراءات السبع، وله ثروة عظيمة. يملك أعظم ثلاث بيوت في جُدة، ولما مات أوصى بهذه البيوت لمدارس الفلاح بجدة. توفي بالمدينة في شهر رمضان من عام 1364 هـ عن عمر يناهز الثمانين.
3- الشيخ أحمد بن علي أبو صَبْرينِ الحضرمي الشافعي، ولد سنة 1280 هـ بحضرموت، ثم أرسله والده الشيخ علي- الذي كان يُعتبر من أبرز علماء جدة- إلى مصر لطلب العلم، وحينما عاد الشيخ أحمد إلى جدة حوالي عام 1318 هـ اختبره والده، ثم أنابه عنه في بعض دروسه، فأصبح عالم جدة في وقته، وفقيهها المنقطع لتعليم العلم. فتح دروسه في الفقه فكان يُدَرس الفقه على المذاهب الأربعة، واستفاد منه طلاب العلم، ومنهم: الشيخ محمد بن حسين بن إبراهيم الفقيه. وكان الشيخ مولعاَ بالنظم والنثر. في تآليفه حثاَ وترغيباَ للطالبين للعلم والتعليم، ومن الملازمين له:
الشيخ عبد القادر التلمساني - رحمه الله- له عدة كتب، منها: كتاب جمع فيه أعيان