وأمّا الدّليل على إثبات صفة السّخط: فقوله ـ تعالى ـ: {لبئس ما قدّمت لهم أنفسهم أن سخط اللهُ عليهم وفي العذاب هم خالدون} ، {ذلك بأنّهم اتّبعوا ما أسخط اللهَ وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم} .
وأمّا الدّليل على إثبات صفة الرّأفة له ـ تعالى ـ: فقوله ـ سبحانه وتعالى ـ: {إنّ الله بالنّاس لرءوف رحيم} ، {وإنّ الله بكم لرءوف رحيم} .
وغير ذلك من الصّفات التي ورد بها القرآن. فكلّ ذلك قد نصبوا له منجنيق التّأويل؛ فلم ينجُ منه شيء إلَّا وأصابه!
وقالوا: هذه كلّها ظواهر لا يجوز أن نثبتها لله ـ تعالى ـ؛ لئلّا نقع في التّجسيم والتّشبيه!
وقد علمتَ ـ ممّا مرّ ـ أنّ صفاته ـ تعالى ـ ليست كالصّفات، كما أنّ ذاته ـ تعالى ـ ليست كذاتنا؛ فالمجسّم والممثّل يعبد صنمًا، والمعطّل والنّافي يعبد عدمًا، والمثبت المنزّه يعبد حيًّا قيومًا واحدًا لا شريك له في ذاته وصفاته؛ فتعالى الله عمّا يقول الظّالمون النّافون والمشبّهون علوًّا كبيرًا.