وهو الأصح في مذاهبهم عند أصحابهم وإن كان الخلاف فيه إنما اشتهر عن شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة إبن القيم رحمهما الله تعالى أخذا بما كان الأمر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلافة أبي بكر وصدرا من خلافة عمر والجمهور أخذوا بالآخر من اجتهاد عمر ولهم أجوبة عما استدل به شيخ الإسلام معروفة وعمدتهم فيما ذهبوا إليه من إيقاع الثلاث مطلقا ظاهر القرآن فإن الله تعالى لم يجعل له إلا ثلاث تطليقات قال تعالى: {الطَّلاقُ مَرَّتَانِ} قال: {فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ} وبذلك أفتى ابن عباس وغيره وهو حبر الأمة فالاستدلال بفتيا ابن والصحابة أحق ولاستدلال بقول شيخنا أولى من الاستدلال بقول الشوكاني لأنه رجل من أهل صنعاء يخطى كثيرا وإن كان يصيب في بعض فليس هو حجة على أحد ولا بحتج بقول ولو لم يكن إلا أنه مجهول الحال في العلم والدين لكفى وإن كان ينظر في الكتب فالذي بضاعته ما يأخذه عن الشوكاني مزجي البضاعة وافي الغباوة والوضاعة [1] وبلغ عبد الرحمن وصالح وإبراهيم وإخوانهم السلام ومن لدينا الحاضر من آل الشيخ وإخوانهم ينهون السلام وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم[2]. [1] وهذا المقال من الشيخ عبد الرحمن في الشوكاني كان قبل أن يشتهر كلامه في توحيد العبادة وفي شرح المنتقى فلما اشتهر وعرف أثنى عليه علماء نجد وقد وصفه الشيخ عبد الرحمن في موضع آخر بقوله الشيخ محمد بن علي الشوكاني قاضي صنعاء اليمن. [2] المجموعة 1/358. الرسالة العاشرة
...
بسم الله الرحمن الرحيم
"10"
من عبد الرحمن بن حسن إلى الأخ حمد بن عبد الله بن عمران سلمه الله تعالى وتولاه واستعمله فيما يحبه ويرضاه وأعانه على القيام يشكره فيما أعطاه من نعمه واولاه التي أعظمها نعمة الإسلام والإيمان جعلنا الله وإياه ممن عرف النعمة فقبلها وأحبها وعمل بها أنه ولى ذلك والقادر عليه يهدي من يشاء برحمته وفضله ويضل من يشاء بحكمته وعدله لا إله غيره ولا رب سواه.