ورب متخوض في مال الله بغير حق ليس له يوم القيامة إلا النار" عفانا الله وإياكم من النار وأعمال أهل النار.
وكل من أخذ مالا يستحقه من الولاة والأمراء والعمال فهو غال كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الغلول وعظمه وعظم أمره حتى قال: "لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء فيقول: يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك لا الفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس لها حمحمة فيقول: يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها يعار فيقول: يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رغبته نفس لها صياح فيقول: يا رسول الله فأقول: لا ملك لك من الله شيئا قد بلغتك لا الفين أحدكم يجيء يوم على رقبته رقاع تخفق فيقول يا رسول الله أغثني فأقول: لا املك شيئا وقد بلغتك لا الفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت فيقول: يا رسول الله أغثني فأقول: لا املك لك شيئا قد بلغتك" وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هدايا العمال غلول فقال: "هدايا العمال غلول" فينبغي التفطن لهذه الأمور لئلا يقع فيها وهو لا يدري.
وكذلك ينبغي تفقد أمر الناس في الحج والقيام على من تركه وهو يستطيعه وهو ركن من أركان الإسلام ويذكر عن عمر أنه قال لقد هممت أن أضع الجزية على من ترك الحج. وبعض السلف يكفر من تركه. وأمر الرعية بذلك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي لا يسع أحدا تركه.
وكذلك القيام على الناس ومنعهم عن التعدي في الدماء والأموال وقطع السبيل فهذا من الفساد في الأرض والمحاربة لله ورسوله فإن لم ينتهوا إلا بغزوهم لزم الإمام أن يبعث السرايا لحربهم. ولما تعرض الفجاء السلمي للناس يأخذ ويقتل من مسلم وكافر بعث أبوبكر رضي الله عنه جيشا فظفروا به فأحرقه بالنار. ويذكر عن حسان أنه قال.