وانتشر ملكهم وصار كل من بقي في أماكنهم سامعا مطيعا لإمام المسلمين القائم بهذا الدين فانتشر ملك أهل الإسلام حتى وصل إلى حدود الشام مع حجاز وتهامة وعمان وصاروا بحمد الله في أمن وأمان يخافهم كل مبطل وشيطان ففي هذا معتبر لأهل الاعتبار بمن حاربهم من الخراب والدمار واستيلاء المسلمين على ماكان لهم من العقار والديار فلا يرتاب في هذا الدين بعد هذا البيان إلا من عميت بصيرته وفسدت علانيته وسريرته.
المقام السادس:
أن كل من أظهر النفاق وأظهر الشقاق صار مكروها مبغضا ممقوتا وكل ما أبداه المشبهون المموهون من زخرفهم وكذبهم وباطلهم وعنادهم وفسادهم في أقوالهم وأحوالهم انعكس عليهم المراد وحرموا التوفيق والسداد صاروا مثله حتى استوحش منهم أكثر العباد ومقتهم كل حاضر وباد فما صار لهم باطل يظهر ولا شبهة تذكر اللهم إلا ماكانوا يستخفون به عن الناس حين ظهرت أنوار التوحيد واستعلت وزال بها الالتباس مخافت المقت والشناعت حين فسدت لهم تلك البضاعة وهذه العبر يعتبر بها الا ريب إذ هو من الحق وقبول العلم قريب.
المقام السابع:
أن كثيرا ممن عاداهم ابتداءا تبين له صحة مادعا إليه هذا الشيخ وأنه الحق الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه وأنه علم من إتبعه ما أوجب الله عليهم وحرمه وعلمهم مكارم الأخلاق ونهاهم عن سفاسفها فمن ذلك ما حدثنا به عثمان بن عبد الرحمن المضايفي لما أتانا راغبا في هذا الدين أن جاسر الحسيني الذي جلا من حرمه لعداوته هذا الدين سكن بغداد ثم