كما ألحقه هذه إخوانهم من السابقين الأولين فيا لها عبرة ما أقطعها لحجة من شك وارتاب وما أنفعها في الاعتبار لمن أراد الحق وطلبه وإليه أناب فهذا تمام الثمانية فاقرأها وتدبرها سرا وعلانية وقد اقتصرت فيها غاية الاقتصار وأشرت إلى بعض الوقائع بايجاز واختصار نسأل الله أن يجعلها نافعة ولمن أبداها وكتبها وانتفع بها شافعة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد المرسلين وإمام المتقين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا سنة 1283هـ.
وهذا هو المقام التاسع:
وأما الدول التركية المصرية فابتلى الله بهم المسلمين لما ردوا حجاج الشام عن الحج بسبب أمور كانوا يفعلونها في المشاعر فطلبوا منهم أن يتركوها وأن يقيموا الصلاة جماعة فما حصل منهم ذلك فردهم سعود رحمه الله: تعالى, فغضبت الدولة التركية وجرى عندهم أمور يطول عدها ولا فائدة في ذكرها فأمروا محمد على صاحب مصر أن يسير إليهم بعسكره وبكل ما يقدر عليه من القوة والكيد فبلغ سعودا ذلك فأمر ابنه عبد الله أن يسير لقتالهم وأمره أن ينزل دون المدينة فاجتمعت عساكر الحجاز على عثمان بن عبد الرحمن المضايفي وأهل بيشة وقحطان وجميع العربان فنزلوا الجديدة فاختار عبد الله ابن مسعود القدوم عليهم والاجتماع بهم وذلك أن العسكر المصري في ينبع فاجتمع المسلمون في بلد حرب وحفروا في مضيق الوادي خندقا وعبوا الجموع فصار في الخندق من المسلمين أهل نجد وصار عثمان ومن معه من أهل الحجاز في الجبل فوق الخندق فحين نزل العسكر أرزت العساكر خيولهم وعلموا أنه لا طريق لها إلى المسلمين فاخذوا يضربون بالقبوس فدفع الله شر تلك القبوس الهائلة عن المسلمين إن