الرسالة التاسعة والثلاثون
...
بسم الله الرحمن الرحيم
"39"
من عبد الرحمن بن حسن إلى من يصل إليه الإخوان سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد فالذي نوصيكم به تقوى الله تعالى والتواصي بما يرضي الله سبحانه من طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم والعدل والإنصاف واذكروا فناء الدنيا وزوالها والعرض على الله والحساب والميزان والجنة والنار يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. والباعث على هذا أمور وقع فيها الخلل بسبب الإقبال على الدنيا والإعراض عن الآخرة.
فمنها: التهاون بالصلاة من كثير من السفهاء لا يبالون صلوها في جماعة أم لا وصلاة الجماعة فرض على الأعيان كما هو مذهب الإمام أحمد وغيره وقال بعض العلماء هي شرط لا تصح الصلاة إلا بها ومر علينا في الدرس بحضرة إخوانكم وارتاعوا منها وأحبوا أنا ننبهكم عليها وهي أن المشهور في مذهب الإمام أحمد من ترك الصلاة تهاونا وكسلا: يكفر ويقتل كفرا إذا أدعى إليها فاصبر.
ومنها صلاة الجمعة نصوا على أن من تركها تهاونا وكسلا ولو مرة واحدة أنه يكفر ويوجد أناس في أطراف البلدان يتركونها مرارا وهذا أمر عظيم وخطره كبير قد يكون الإنسان كافرا مرتدا بترك فريضة وهو لا يشعر.
فاحذروا رحمكم الله التهاون بمثل هذه الأمور الخطيرة التي إذا وقعت من سفيه ضرت العامة.
إذا تركوه عليها وأعظم الناس خطرا في مثل هذه الأمور: الأمراء والنواب إذا تركوا القيام بما أوجب الله عليهم من القيام بأمر الله على الدنيا والقاصي والقريب والبعيد والعدو والصديق كما قال تعالى: {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ} الآية وهذا هو الواجب على ولاة الأمور فنسأل الله ولكم التوفيق.