ابن محمد آل سليمان وإخوانهم سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وموجب الخط إبلاغكم السلام والسؤال عن الحال جعلنا الله وإياكم ممن عرف الحق فاتبعه وقابل النعم بشرها.
وأوصيكم بتدبر أنوار الكتاب التي هي أظهر من الشمس في نحر الظهيرة ليس دونها قتر ولا سحاب لا سيما دلائل التوحيد والتفكر في مدلولاته ولوازمه وملزوماته ومكملاته ومقتضياته ثم التفطن فيما يناقضه وينافيه من نواقضه ومبطلاته فالخطر به شديد ولا يسلم منه إلا من وفق للصبر والتاييد والفعل الحميد والقول السديد وخالط قلبه آيات الوعيد وعرف الله بأسمائه التي تجلوا الريب والشك عن قلب كل مريد واعتصم بالله من كل شيطان مريد: {إن بطش ربك لشديد إنه هو يبدىء ويعيد وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد} للآيات.. فقد عمت البلوى بالجهل المركب والبسيط {والله من بما يعملون محيط} فالله الله في التحفظ على القلب بكثرة الاستغفار من الذنوب جعلنا الله وإياكم ممن نجا من ظلمة الجهالة وأخلص لله أقواله وأعماله والسلام.
1 الدرر 11/47.
الرسالة الثانية والأربعون
...
بسم الله الرحمن الرحيم
"42"
من عبد الرحمن بن حسن إلى الأخ محمد بن عمر آل سليم سلمه الله تعالى من كل آفة وأمنه من كل مخافة سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد: وصل الخط وصلك الله ما يرضيه ونحمد إليك الله على ما أسبغ من نعمه الباطنة والظاهرة جعلنا الله وإياكم من الشاكرين الذاكرين ونعمة الله عليكم عظيمة حيث أقامكم في ناحية أهلها جهال بالتوحيد ما له عندهم قدر ولا قيمة وجعلكم تدعون إليه وتبينونه وتحملون الناس عليه وجعل لكم أصحابا قابلين هذه الدعوة ومحبينها ومعادين فيها وموالين فيها.
ويا أخي هذه النعمة علينا وعليكم عظيمة واحمدوا الله سبحانه وتعالى