بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله المستعان والصلاة والسلام على سيد ولد عدنان.
وبعد: فإن من ظواهر المجتمعات الإنسانية والأعراف البشرية اختلاف الملل وتباين النحل ومنه اختلاف المذاهب والطوائف.
فبقدر المدارك الإنسانية يكون المد والجزر بين الاختلاف أو الاتفاق وهي ظواهر طبعيه جبل عليها البشر لعمارة الكون ومقوماته الذاتية كما في قوله تعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}
لذا سطر التأريخ لأرباب الدين الواحد والمذهب الواحد شعب الاختلاف ومن ذلك تنوعت مسميات كل مذهب أو مسلك أو اتجاه, وهكذا الاختلاف ماض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وإذا عدم المعيار وجهة التحاكم كان الخلاف على أشده قد يصل إلى إهراق الدماء وإسقاط حرمة البشر.
ويعجبني ما كتبه علامة الباكستان ومفتيها الشيخ محمد شفيع في رسالة عنوانها "أخلاف أم شقاق" أعرب عن منهج التحقيق بأسلوب المحبة والوئام, وليس الشقاق في الدين الواحد والمذهب الواحد بالمطلب