responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفيد في مهمات التوحيد نویسنده : عبد القادر عطا صوفي    جلد : 1  صفحه : 136
[4]- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان؛ ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان" [1].
يقول العلامة ابن القيم رحمه الله معلقا على هذا الحديث: هذا مع أن الله قد أثبت للعبد مشيئة كقوله: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيم} [التكوير: 28] ؛ فكيف بمن يقول: أنا متوكل على الله وعليك، وأنا في حسب الله وحسبك، وما لي إلا الله وأنت، وهذا من الله ومنك، وهذا من بركات الله وبركاتك، والله لي في السماء وأنت لي في الأرض.
فوازن بين هذه الألفاظ وبني قول القائل: ما شاء الله وشئت، ثم انظر أيهما أفحش!
يتبين لك أن قائلها أولى بجواب النبي صلى الله عليه وسلم لقائل تلك الكلمة، وأنه إذا كان قد جعل لله ندا بها؛ فهذا قد جعل من لا يداني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من الأشياء -بل لعله أن يكون له من أعدائه- ندا لرب العالمين"[2].
ثانيا: كيف يتقى هذا الشرك؟ أفضل سبيل للوقاية من هذا الشرك، وعدم الوقوع فيه، هو التزام ما علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم من استبدال الواو بـ "ثم"؛ فنعدل عن الواو التي تقتضي تسوية المخلوق بالخالق، إلى"ثم" التي تقتضي الترتيب والتراخي؛ فمثلا: غذا قلنا: ما شاء وشئت -وعطفنا بالواو، اقتضى ذلك التسوية بين مشيئة الله ومشيئة المخلوق.
أما إذا قلنا: ما شاء الله ثم شئت -وعطفنا بـ "ثم"- فإنه يقتضي تقديم مشيئة الله عز وجل، وأنها فوق مشيئة المخلوق[3].
فإذا عطفنا مشيئة المخلوق على مشيئة الخالق عز وجل بـ "ثم"، فرقنا بين المشيئتين، وقدمنا مشيئة الخالق سبحانه وتعالى على مشيئة خلقه.
كذا الحوادث: نسندها إلى الله عز وجل أولا، ثم إلى المخلوق؛ فمثلا إذا أردنا أن نقول: لولا وجود فلان لحصل كذان نقول: لولا الله، ثم وجود فلان لحصل كذا، مع الاعتقاد بأن الأسباب ليست مستقلة بذاتها في التأثير؛ وإنما يكون تاثيرها بقدرة الله ومشيئته[4].

[1] أخرجه الإمام أحمد في المسند 5/ 384، 394، 398. وأبو داود في السنن، كتاب الأدب، باب لا يقال خبثت نفسيز وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود 3/ 940.
[2] الجواب الكافي لابن القيم ص239-240. وانظر الدين الخالص لصديق حسن خان 1/ 312.
[3] انظر دعوة التوحيد للشيخ محمد خليل هراس ص65، وتيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ ص595.
[4] انظر بعض أنواع الشرك الأصغر للمعتق ص50.
نام کتاب : المفيد في مهمات التوحيد نویسنده : عبد القادر عطا صوفي    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست