نام کتاب : المفيد في مهمات التوحيد نویسنده : عبد القادر عطا صوفي جلد : 1 صفحه : 152
المطلب الأول: التوسل البدعي، والتوسل الشرعي، وأنواعه
سبب إدخال التوسل في هذا المبحث:
إنما أدخلنا التوسل في الوسائل المنافية للتوحيد أو لكماله، لأن التوسل إلى الله بذات أو جاه أحد مخلوقاته محذور من وجهين: أحدهما أنه أقسم على الله في دعائه بأحد مخلوقاته، ولا يجوز الحلف بغير الله عز وجل كما تقدم[1].
والمحذور الثاني أنه اعتقد أن لأحد على الله حقا، وليس للعباد حق على الله إلا ما أوجبه عز وجل على نفسه من نصرة المؤمنين، وإنجاء الموحدين، وإثابة المطيعين، واستجابة دعاء الداعين[2].
معنى التوسل لغة: يقال: وسل فلان يسل إلى الله بالعمل وسلا: رغب وتقرب. ووسل فلان إلى الله، وتوسل وسيلة وتوسيلا: أي عمل عملا تقرب به إليه. وأنا متوسل إليه بكذا، وواسل، ووسلت إليه، وتوسلت إلى الله بالعمل: تقربت[3].
معنى التوسل شرعا:
يعرف التوسل شرعا بأنه: التقرب إلى الله عز وجل بطاعته، وعبادته، واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، وبكل عمل يحبه ويرضاه[4]. أو: عبادة يراد بها التوصل إلى رضوان الله والجنة[5].
من أدلة التوسل الشرعي:
1- قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَة} [المائد: 35] ؛ أي تقربوا إلى الله بطاعته، والعمل بما يرضيه[6].
2- قول الله عز وجل: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} [الإسراء: 57] ، والوسيلة: هي القربة[7]. [1] انظر ص133-134 من هذا الكتاب. [2] انظر شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز والحنفي 1/ 294-296. [3] انظر: أساس البلاغة للزمخشري ص675. والقاموس المحيط للفيروزآبادي ص1378. ولسان العرب لابن منظور 11/ 724. والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير 5/ 185. والمعجم الوسيط ص1032. [4] انظر التوصل إلى حقيقة التوسل لمحمد نسيب الرفاعي ص12. [5] انظر مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ ابن عثيمين 5/ 279. [6] انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 6/ 159، وتفسير ابن كثير 2/ 55. [7] انظر: تفسير ابن كثير 2/ 55. وأضواء البيان للشنقيطي 2/ 86.
نام کتاب : المفيد في مهمات التوحيد نویسنده : عبد القادر عطا صوفي جلد : 1 صفحه : 152