responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفيد في مهمات التوحيد نویسنده : عبد القادر عطا صوفي    جلد : 1  صفحه : 82
الوقفة الخامسة: مع الناقض الخامس من أبغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
المراد بهذا الناقض:
بغض وكراهية الحق من صفات الكفار، كما قال تعالى: {بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُون} [المؤمنون: من الآية70] ، وهو أيضا من صفات المنافقين الذين قال الله عز وجل عنهم: {وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُون} [التوبة: من الآية 54] .
فمن أبغض وكره ما شرعه الله عز وجل، أو أبغض وكره التكاليف الشرعية -من صلاة وصيام وزكاة وحج وغيرها- وتمنى أن الله لم يكلف بها؛ فهذا لا شك في كفره؛ لأن في صنيعه تركا للقبول والانقياد والتسليم التي تقدم الحديث عن أنها من شروط لا إله إلا الله[1].
ولذلك كفر العلماء من اتصف بهذه الصفة، وقالوا: "تكفير هذا معلوم بالاضطرار من دين الإسلام، والقرآن مملوء من تكفير مثل هذا النوع"[2].
من أدلة على هذا الناقض:
1- قول الله عز وجل: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 9] ؛ فهؤلاء، كرهوا ما أنزل الله من القرآن -وهو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم- فلم يقبلوه، بل أبغضوه، ورفضوه فأحبط الله اعمالهم، والأعمال لا تحبط إلا بالكفر الذي يناقض الإيمان.
2- قول الله عز وجل: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: من الآية63] . ولا ريب أن من أبغض ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم مخالف لأمره عليه الصلاة والسلام.
3- قول عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما: "من ترك السنة كفر"[3]، وقوله صلى الله عليه وسلم محمول على الترك مع البغض والجحود، أو على ترك منهج النبي صلى الله عليه وسلم وطريقته التي أوجب على أمته سلوكها[4].

[1] انظر تيسير ذي الجلال والإكرام بشرح نواقض الإسلام للقحطاني ص69.
[2] الصارم المسلول على شاتم الرسول لابن تيمية ص522.
[3] ذكره ابن بطة العكبري في الشرح والإبانة ص123.
[4] انظر شرح نواقض التوحيد لحسن بن علي عواجي ص68-69.
نام کتاب : المفيد في مهمات التوحيد نویسنده : عبد القادر عطا صوفي    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست