نام کتاب : المفيد في مهمات التوحيد نویسنده : عبد القادر عطا صوفي جلد : 1 صفحه : 92
المبحث الثاني: العبادة، وأنواعها، وأركانها
المطلب الأول: معنى العبادة في اللغة والاصطلاح
العبادة لغة:
العبادة في اللغة: الذل والخضوع. يقال: عبده: ذلَّله. وعبد الطريق، وعبد البعير.
ويقال: عبد الله عبادة، وعبودية: انقاد له، وخضع، وذل[1].
يقول الشاعر طرفة بن العبد في معقلته المشهورة، يصف ناقته:
تباري عتاقا ناجيات وأتبعت ... وظيفا وظيفا فوق مور معبد2
ومور معبد: أي تراب ممهد مذلل[3].
العبادة اصطلاحا:
والعبادة في الاصطلاح: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة[4].
وهي تتضمن غاية الذل الله تعالى، بغاية المحبة له عز وجل؛ فمن خضع لإنسان مع بغضه له لا يكون عابدا له، ولو أحب شيئا ولم يخضع له لم يكن له عابد؛ كما قد يحب ولده وصديقه[5].
فالعبادة -إذًا- تتضمن غاية الحب، مع غاية الذل، كذا عرفها العلامة ابن القيم بقوله:
وعبادة الرحمن غاية حبه ... مع ذل عابده، هما قطبان6
فهي في مفهومها العام تعني: "التذلل لله محبة وتعظيما، بفعل أوامره، واجتناب نواهيه، على الوجه الذي جاءت به شرائعه"[7].
والله عز وجل أحب إلى عبده المؤمن من كل شيء، وأعظم عنده من كل شيء. [1] انظر: أساس البلاغة للزمخشري ص406. والمعجم الوسيط لجماعة من المؤلفين ص579.
2 انظر شرح المعلقات العشر للزوزني ص97. [3] انظر أساس البلاغة للزمخشري ص607. [4] انظر العبودية لشيخ الإسلام ابن تيمية ص23. [5] انظر المصدر نفسه ص33-34.
6 انظر النونية لابن القيم -بشر الهراس- 1/ 95. [7] المجموع الثمين من فتاوى فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين 2/ 25.
نام کتاب : المفيد في مهمات التوحيد نویسنده : عبد القادر عطا صوفي جلد : 1 صفحه : 92