نام کتاب : المقصد الأسنى نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 1 صفحه : 123
قَالَ إِن أردْت أَن تسبق المقربين فصل من قَطعك وَأعْطِ من حَرمك واعف عَمَّن ظلمك
الْمجِيد
هُوَ الشريف ذَاته الْجَمِيل أَفعاله الجزيل عطاؤه ونوله فَكَأَن شرف الذَّات إِذا قارنه حسن الفعال سمي مجدا وَهُوَ الْمَاجِد أَيْضا وَلَكِن أَحدهمَا أدل على الْمُبَالغَة وَكَأَنَّهُ يجمع مَعَاني اسْم الْجَلِيل والوهاب والكريم وَقد سبق الْكَلَام فِيهَا الْبَاعِث
هُوَ الَّذِي يحيي الْخلق يَوْم النشور وَيبْعَث من فِي الْقُبُور وَيحصل مَا فِي الصُّدُور والبعث هُوَ النشأة الْآخِرَة وَمَعْرِفَة هَذَا الِاسْم مَوْقُوفَة على معرفَة حَقِيقَة الْبَعْث وَذَلِكَ من أغمض المعارف وَأكْثر الْخلق مِنْهُ على توهمات مجملة وتخيلات مُبْهمَة وغايتهم فِيهِ تخيلهم أَن الْمَوْت عدم والبعث إِيجَاد مُبْتَدأ بعد عدم مثل الإيجاد الأول فظنهم أَن الْمَوْت عدم غلط وظنهم أَن الإيجاد الثَّانِي مثل الإيجاد الأول غلط
فَأَما ظنهم أَن الْمَوْت عدم فَهُوَ بَاطِل بل الْقَبْر إِمَّا حُفْرَة من حفر النيرَان أَو رَوْضَة من رياض الْجنَّة وَالْمَيِّت إِمَّا من السُّعَدَاء وَأُولَئِكَ لَيْسُوا أَمْوَاتًا بل أَحيَاء عِنْد رَبهم يرْزقُونَ فرحين بِمَا آتَاهُم الله من فَضله 3 سُورَة آل عمرَان الْآيَة 169 و 170 وَإِمَّا من الأشقياء وهم أَيْضا أَحيَاء وَلذَلِك ناداهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي وقْعَة بدر وَقَالَ إِنِّي وجدت مَا وَعَدَني رَبِّي
نام کتاب : المقصد الأسنى نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 1 صفحه : 123