نام کتاب : الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 103
· كما وافقت الماتريدية أهل السنة والجماعة في القول في الصحابة على ترتيب خلافتهم، وأن ما وقع بينهم كان خطأ عن اجتهاد منهم؛ ولذا يجب الكف عن الطعن فيهم، لأن الطعن فيهم إما كفر (*) ، أو بدعة (*) ، أو فسق. كما يرون أن الخلافة (*) في قريش، وتجوز الصلاة خلف كل برٍ وفاجرٍ، ولا يجوز الخروج على الإمام الجائر.
· وأيضاً وافقوا أهل السنة والجماعة في القول: بالقدر (*) ، والقدرة، والاستطاعة، على أن كل ما يقع في الكون بمشيئة الله تعالى وإرادته، وأن أفعال العباد من خير وشر من خلق الله تعالى وأن للعباد أفعالاً اختيارية، يثأبون عليها، ويعاقبون عليها، وأن العبد مختار في الأفعال التكليفية غير مجبور على فعلها.
قالت الماتريدية بعدم جواز التكليف بما لا يُطاق موافقة المعتزلة في ذلك، والذي عليه أهل السنة والجماعة (*) هو: التفضيل، وعدم إطلاق القول بالجواز أو بالمنع.
الجذور الفكرية والعقائدية:
يتبين للباحث أن عقيدة الماتريدية فيها حق وباطل؛ فالحق أخذوه عن أهل السنة من الحنفية السلفية (*) ، وغيرهم؛ لأن المستقرىء للتاريخ يجد أن الحنفية بعد الإمام أبي حنيفة رحمه الله تفرقوا فرقاً شتى [1] في وقت مبكر، ولم يَسٍر على سيرة الإمام أبي حنيفة وصاحبيه إلا من وفقه الله عز وجل. وقد كانت الغلبة في ذلك للأحناف المنتسبين للفرق المبتدعة من: جهمية (*) ، ومعتزلة (*) . ولأن المصادر التاريخية لم تُشِر إلى كيفية تلقي أبي منصور الماتريدي العلم أو من تأثر بهم من العلماء، نستطيع ترجيح الآتي:
ـ تأثُّر أبو منصور الماتريدي مباشرة أو بواسطة شيوخه بعقائد الجهمية (*) من الإرجاء (*) والتعطيل (*) ؛ وكذلك المعتزلة (*) والفلاسفة في نفي بعض الصفات وتحريف [1] فعلى سبيل المثال نجد أن الإمام أبا جعفر أحمد بن سلامة الطحاوي إمام الحنفية في وقته (229 أو 239 ـ 321هـ) صاحب العقيدة الطحاوية عقيدته سنية سلفية في الجملة.
ـ بينما راوي كتاب "الفقه الأكبر" عن أبي حنيفة أبو مطيع الحكم بن عبد الله البلخي الجهمي المرجىء، (199هـ) ولا يخفي تأثيره على الحنفية بسبب روايته للكتاب.
ـ القاضي إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة من رؤوس فتنة القول بخلق القرآن ودعاتها، وكان ينسب هذا القول إلى أبيه وجده الإمام أبي حنيفة كذاباً وزوراً.
ـ بشر بن غياث المريسي الحنفي الجهمي المرجىء (228هـ) إمام المريسية من فرق المرجئة ورافع لواء الجهمية بعد الجهم بن صفوان، وكان أبوه يهوديًّا وكفَّره عدد من أئمة السنة.
ـ القاضي أحمد بن أبي داود الحنفي المعتزلي (240هـ) رأس فتنة خلق القرآن وتلميذ بشر المريسي.
نام کتاب : الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 103