أَمَّا بعد: فإِنَّ أَصْدَقَ الحَديث كَلامُ الله، وخَيْرَ الهَديِ هَديُ مُحمّدٍ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وَشَرَّ الأمورِ مُحْدَثاتُها وَكل محْدَثةٍ بدعة، وَكلَّ بدعةٍ ضلالة، وَكل ضلالةٍ في النَّار (*) [1] .
أيها الأَخُ المسلم: هذه كلماتٌ مختصرةٌ في بيان:
عقيدة السَّلف الصَّالح، أَهلِ السُّنَّةِ والجماعة " قد حَمَلَ على جمعهِ وكتابَتِهِ ما تعيشه الأمَّةُ الإِسلاميةُ اليومَ من تفرق واختلافٍ يتمثلان في الفرقِ المعاصرةِ، والجماعات الموجودة في الساحة؛ كلٌ يدعو إِلى عقيدته ومنهجه، ويزكي جماعته؛ حتى اختلط الأَمر على النَّاس، وأَصبحوا في حيرة من أَمرهم من يتبعون؟ وبمن يقتدون؟!!
ولكن- ولله الحمد- لم يُعدَمْ ولن يُعدَمَ الخيرُ في هذهِ الأمَّة، إِذْ لا تَزالُ طائِفَةٌ منها متمسكة بالهدى والحق إِلى قيام السَاعة [1] هذه الخطبة تسمى: " خطبة الحاجة " وهي تشرع بين يدي كلّ حاجة، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلم أصحابه أن يقولوها بين يدي كلامهم، في أمور دينهم سواء كان؛ خطبة نكاح، أو جمعة، أو غير ذلك، وأَخرجتها أكثر كتب السنة على اختلاف في ألفاظها وهي في " سنن ابن ماجه " كتاب النكاح، باب خطة النكاح. وفي " سنن الترمذي " و " سنن أبي داود " و " سنن النسائي " ورواها أبو يعلى في " مسنده "، والطبراني في " المعجم الكبير " والبيهقي في " سننه " والإِمام أحمد في " مسنده "، وورد ذكر طرف من هذه الخطبة في " صحيح مسلم " كتاب الجمعة، باب خطبته - صلى الله عليه وسلم - في الجمعة. وللبسط في تخريجها انظر كتاب " خطة الحاجة " للشيخ المحدث العلامة محمد ناصر الدين الألباني.