تمثيل وتنزيها بلا تعطيل؛ فحين يثبتون لله ما أثبته لنفسه لا يمثلون، وإذا نزَهوه لا يُعَطّلون الصفات التي وصف نفسه بها [1] .
وأَنَّه- تعالى- محيطٌ بكلِّ شيء، وخالق كل شيء، ورازق كل حي، قال الله تبارك وتعالى:
{أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14] [2] . وقال: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 58] [3] . ويؤمنون بأَن الله تعالى استوى [4] . على العرش فوق سبع سماوات، بائن من خلقه، أَحاط بكل شيء علما، كما أَخبر عن نفسه في كتابه العزيز في سبع آيات كريمات بلا تكييف [5] . [1] وأنَه لا يجوز أبدا أن يتخيل كيفية ذات الله أو كيفية صفاته. [2] سورة الملك: الآية، 14. [3] سورة الذاريات: الآية، 58. [4] والاستواء على العرش والعلو صفتان نثبتهما لله تعالى إِثباتا يليق بجلاله، وتفسير كلمة استوى عند السَلف: (استقر، علا، ارتفع، صعد) والسلف يفسرونها بهذه الكلمات لا يتجاوزونها ولا يزيدون عليها، ولم يرد في تفسير السلف تفسيرها بمعنى: (استولى، ولا ملك، ولا قهر) . * والكيف مجهول؛ لا يعلمه إلا الله * والأيمان به واجب؛ لثبوت الأدلة. * والسؤال عنه بدعة؛ لأن كيفية الاستواء لا يعلمها إِلَا الله ولأَن الصحابة أَيضا لم يسألوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن الكيفية. [5] وهي على الترتيب: سورة الأعراف: الآية، 54. سورة يونس: الآية، 3. وسورة الرعد: الآية، 2. وسورة طه: الآية، 5. وسورة الفرقان: الآية، 59. وسورة السجدة: الآية، 4. وسورة الحديد: الآية، 4.