وصحف إِبراهيم وموسى، وأَعظمها التوراة والإِنجيل والقرآن، وأعظم الثلاثة وناسخها وأفضلها هو القرآن. وعندما أَنزلَ الله الكُتُبَ- عدا القرآن- لم يتكفَّل بحفظها؛ بل استُحْفظَ عليها الأَحبار والربانيون، لكنَّهم لم يحافظوا عليها، وما رعَوها حقَ رعايتها، فحصل فيها تغيير وتبديل.
[القرآن الكريم] والقرآن الكريم: هو كلامُ رَبَ العالمين، وكتابهُ المبين، وحبلُهُ المتين، أَنزلَهُ الله على رسوله محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم- ليكون دستورا للأمة، وَمُخْرِجا للنَّاس من الظلمات إِلى النور، وهاديا لهم إِلى الرشاد وإلى الصراط المستقيم.
وقد بَينَ الله فيه أَخبارَ الأَولين والآخرين، وَخَلْقَ السماوات والأَرضين، وَفصلَ فيه الحلالَ والحرام، وأُصولَ الآدابِ والأَخلاقِ وأَحكامَ العباداتِ والمعاملات، وسيرةَ الأَنبياءِ والصالحين، وجزاءَ المؤمنين والكافرين، ووصفَ الجنٌة دارَ المؤمنين، وَوَصفَ النَّار دارَ الكافرين، وجعله شفاء لما في الصدور، وتبيانا لكلِّ شيء، وهدى ورحمة للمؤمنين، قال الله تعالى:
{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89] (1)
(1) سورة النحل: الآية، 89.