نام کتاب : الولاء والبراء في الإسلام نویسنده : القحطاني، محمد بن سعيد جلد : 1 صفحه : 302
وقال: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم { [سورة النساء: 31] .
إلى أن قال قوة إيمان حاطب التي حملته على شهود بدر، وبذله نفسه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإيثاره الله ورسوله على قومه وعشيرته وقرابته وهم بين ظهراني العدو وفي بلدهم ولم يثن ذلك عنان عزمه، ولا فل من حد إيمانه ومواجهته للقتال لمن أهله وعشيرته وأقاربه عندهم، فلما جاء مرض الجس برزت إليه هذه القوة. وكان البحران (*) صالحاً فاندفع المرض وقام المريض كأن لم يكن به قلبه (**) ولما رأى الطبيب قوة إيمانه قد استعلت على مرض جسه وقهرته قال لمن أراد فصده: لا يحتاج هذا العارض إلى فصاد (وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال، اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم، وعكس هذا ذو الخويصرة التميمي (1)
وأضرابه من الخوارج الذين بلغ اجتهادهم في الصلاة والصيام والقراءة إلى حد يحقر أحد الصحابة عمله معه كيف قال فيهم: (لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد) [2] . وقال (اقتلوهم فإن في قتلهم أجراً عند الله لمن قتلهم) [3] . ومن له لب وعقل يعلم قدر هذه المسألة: وشدة حاجته إليها وانتفاعه بها، ويطلع منها على باب عظيم من أبواب معرفة الله سبحانه وحكمته في
(1) *الأطباء يسمون التغير الذي يحدث للعليل دفعة واحدة في الأمراض الحادة: بحرانا انظر حاشية (ص425 ج 3) زاد المعاد.
**القلبة: الداء والتعب. انظر مادة قلب في القاموس المحيط.
ذو الخويصرة التميمي ذكره ابن الأثير في الصحابة مستدركاً على من قبله ولم يورد في ترجمته سوى ما أخرجه البخاري كتاب المناقب (6/617 ح 3610) ومسلم في الزكاة (2/740 ح1063) من حديث أبي سعيد قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم ذات يوم قسماً فقال ذو الخويصرة رجل من بني تميم يا رسول الله: اعدل فقال: (ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل) الحديث انظر الإصابة لابن حجر (1/485) . [2] سبق تخريجه. [3] صحيح البخاري كتاب المناقب باب علامات النبوة (6/618 ح 3611) وصحيح مسلم (2/746 ح 1066) كتاب الزكاة.
نام کتاب : الولاء والبراء في الإسلام نویسنده : القحطاني، محمد بن سعيد جلد : 1 صفحه : 302