نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم جلد : 1 صفحه : 298
اليوناني المصري[1] المعروف باسم: هرميس المثلث الحكمة أو "المثلث العظمة"[2]، وقد كان لهذه الكتابات أثر بالغ في تشكيل الحياة الروحية المسيحية وتشكيل العقلية الإسلامية الفلسفية والصوفية، وهذه الكتابات الهرمسية هي الحلقة المفقودة في تاريخ التراث اليوناني والفلسفة الإسلامية.
ثم يقول: لا عبرة بما ذهب إليه المؤرخون القدماء وتابعهم في القول به مؤرخو العرب من أن الكتابات الهرميسية منسوبة حقًّا إلى هرميس المثلث الحكمة الذي عاش في زمن موسى أو قبله، وأنه كان مصدر علوم اللاهوت والأسرار التي اختص بها كهنة مصر منذ عصور سحيقة، فقد أظهر التحليل التاريخي النقدي بطلان هذه الأسطورة منذ أواخر القرن السادس عشر، وبرهن على أن هذه المقالات صدرت عن أقلام كتاب عديدين لا كاتب واحد، وأن الفلسفة اليونانية، الأفلاطونية والفيثاغورية -بوجه خاص- كانت أصلا لها ومصدرا على عكس ما كان يعتقد من أن فلسفة هرميس كانت الأصل الذي استقى منه الفيلسوفان اليونانيان فلسفتهما.
ويختلف شرح هذه الرسائل باختلاف كتابها، فأحيانا ترى الحديث يدور بين هرميس وابنه طاط، أو بينه وبين إله الطب أسقليبوس، أو بينه وبين الملك آمون، وأحيانا يصور هرميس بصورة التلميذ الذي يتلقى الوحي أو عن الإله بويمدذريس كما هو الحال في الرسالة الأولى أو عن الإله أغاثا ذيمون.
وتدل الشواهد التاريخية على أن كتابات هرميس قد وصلت إلى المسلمين لا عن طريق الإسكندرية التي هي منبعها الأصلي، بل عن طريق "حران" التي ورثت ثقافة الإسكندرية وحافظت عليها قرونا عديدة قبل الإسلام وبعده. ولكننا لا ندري [1] الآراء الدينية والفلسفية "نيلون الإسكندري" تأليف الأستاذ إميل بريبهو ترجمة الدكتورين محمد يوسف موسى، وعبد الحليم النجار ص153. [2] بينما ثورة اليهود محتدمة بينهم وبين السطلات الرومانية تكتب "يودايمونيس" إلى ابنها أبوللينوس في 30 يونيو من عام 116 مؤكدة له أنه بمشيئة الإله وخاصة هرميس "إله هرموبولس" الذي لا يقهر.. لعله هو الذي لا يقهر.. ص195.
يراجع مصر والإمبراطورية الرومانية في ضوء الأوراق البردية د. عبد اللطيف أحمد علي.
نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم جلد : 1 صفحه : 298