responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 475
وقد كان صِنف من العرب يعبدون الملائكة وهم بخلاف الصابئة الذين يقدسون الملائكة ولا يعبدونها، ويزعمون أنها بنات الله فكانوا يعبدونها؛ لتشفع لهم إلى الله.
وهم الذين قال الله فيهم: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ} [1].
وقال أيضا: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى، أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى، تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} [النجم] .
ومنهم من قال: للعالم إلهان:
- أحدهما خير؛ وهو: الله.
- والآخر شر؛ وهو الشيطان.
وهؤلاء هم الذين يشير إليهم القرآن الكريم بقوله: {وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [2].
ونهاية القول أن ما كان عليه العرب من مظاهر الشرك المتعددة مختلف إلى حد بعيد، فمنهم من كان يتعمق في عبادته حتى يرى الله وراء حقيقة الوجود، فوجه إليهم القرآن الكريم هذه الأسئلة: {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ، قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ، قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} [3].
وقال: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} [4].
ومن الملاحظات العامة على المظاهر الدينية القديمة التي كانت في البابليين والمصريين القدماء والفرس وحتى اليونان أنها كانت مرتبطة بظواهر علوية، أو سفلية، ارتباط تأليه أو تقديس.

[1] سورة النمل الآية 67.
[2] سورة النمل آية 51.
[3] سورة المؤمنون: 85-89.
[4] سورة العنكبوت: 63.
نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 475
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست