responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس نویسنده : أبا بطين، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 102
كثير يبين أن المعبود لا بد أن يكون مالكا للنفع والضر، فهو يدعى للنفع والضر دعاء المسألة، ويدعى رجاء وخوفا دعاء عباده، فاعلم أن النوعين متلازمان فكل دعاء عبادة مستلزم لدعاء المسألة، وكل دعاء مسألة متضمن لدعاء العبادة -إلى أن قال- وليس هذا من استعمال اللفظ المشترك في معنييه كليهما ولا استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه بل هذا استعمال له في حقيقته الواحدة المتضمنة للأمرين جميعا. انتهى.
فعلى هذا فنهيه سبحانه عن دعاء غيره نص في دعاء العبادة ودعاء المسألة حقيقة، فهو نهي عن كل واحد منهما حقيقة، قال تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} [فاطر:13] . فهذا يتناول نوعي الدعاء ثم قال: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ} [فاطر:14] . فهذا صريح في دعاء المسألة ولهذا قال {وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ} [فاطر:14] . ومن لا يسمع دعاء من دعاه ليس بأهل لأن يدعى، ومن لا يستجيب له لو سمعه لا يستحق أن يدعى، وهذه حال الميت لا يسمع دعاء من دعاه، ولو فرض أنه يسمعه لم يستجب له لعجزه فقوله سبحانه: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} [فاطر:13] . إن الآيتين تتناولان كل من يدعوه المشركون من دون الله. ومعلوم أنهم يدعون الملائكة[1] والمسيح وأمه وعزيرا والجن واللات وغيرهم، وبعض من يدعونه ميت يدخل في العموم.
فإن قيل إن الميت يسمع. قلنا كما تقدم إنه لم يثبت أنه يسمع كل كلام، فقوله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام" [2]. وكذلك الحديث الذي تقدم "ما من مسلم يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه

[1] في "ب" "يعبدون".
[2] أخرجه أبو داود، كتاب المناسك، باب زيارة القبور، حديث 2041.
نام کتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس نویسنده : أبا بطين، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست